الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض قلق ومخاوف بعد الولادة

السؤال

أختي عمرها (25) عاماً، تعاني من خنقة، وأحياناً تشعر بضيق في صدرها، هي لا تحب الجلوس بمفردها، وبعض الأوقات تشعر بالخوف، ولكن ليس بالخوف الشديد، وبالفزع في بعض الوقت، ودائماً تحمل الهم، مما يجعلها في بعض الأحيان تبكي كثيراً.

تشعر بالاطمئنان عند وجود أحد بجانبها، تتعصب على أولادها وتضربهم، رغم صغر سنهم، لديها (3) أبناء، تنزعج منهم دائماً، وتحمل مسئوليتهم زيادة عن اللزوم.

تشعر أنها لم تعد تفكر في شيء، وتتوه أحياناً أثناء الكلام عن موضوع معين، وأصبحت عصبية، حيث أنها مرت ببعض المشاكل في بداية زواجها، وإن لم تختف بعض المشاكل بعد.

ترتاح كثيراً في بيت أبيها، رغم وجود بعض المشاكل، وعندها أرق، ومن الممكن أن تجلس لمدة (3) ساعات حتى يأتيها النوم! مع العلم أنها وضعت منذ شهر، وهي مرضع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك.

هذه الأخت من الواضح جدّاً أنها تعاني من قلق المخاوف، مع وجود عسر في مزاجها، ويظهر أن طبيعتها النفسية هي التي جعلتها تتفاعل سلبياً مع ظروفها الاجتماعية.

كما ذكرت هي غير مرتاحة إلا في المنزل، ولا أقول إن لديها هشاشة نفسية، ولكن كما ذكرتُ من الغالب، ومن الواضح أن استعدادها للقلق والتوتر والانفعالات السلبية هو الذي جعل هذه الأعراض تصيبها.

الأمر المهم الآن أنها قد وضعت مولوداً قبل شهر، وأنها الآن مرضع، ولا شك أن هذه الفترة أيضاً تعتبر حلقة ضعيفة في حياة النساء من الناحية النفسية، فبعض النساء لديهنَّ القابلية للإصابة باكتئاب ما بعد النفاس، ولا شك أن اكتئاب ما بعد النفاس من أكبر علاماته اضطرابات النوم، وهذه مهمة جدّاً، ويجب أن لا نتجاهلها، وهذه الأخت تعاني من هذه العلة حقيقة.

الذي أنصح به أيتها الفاضلة الكريمة: هو أن تذهبي بأختك إلى طبيب نفسي، ويمكن إقناعها من خلال إبلاغها بأن لديها أعراضاً اكتئابية وقلقية، ويمكن علاجها بسهولة جدّاً بواسطة الطبيب، هذا هو المنهج الأفضل، وهذا هو المنهج الأسلم.

لا شك أنها محتاجة لأدوية، وهنالك أدوية نفسية كثيرة، وكلها -إن شاء الله- ممتازة، وتساهم وتساعد -إن شاء الله- في علاج مثل هذه الحالات، لكن بما أنها مرضع لابد أن نوازن ما بين سلامة الطفل وما بين علاجها.

الوضع الأمثل والأصح هو أن تبدأ في تناول الأدوية النفسية، وأن تتوقف عن إرضاع الطفل، لكن هذا الأمر قد يؤثر على بعض النساء، فقد يأتيهنَّ الإحساس بالذنب بأنها لم تُرضع، ولذا فالإشراف الطبي المباشر سيكون هو الأمر الجيد، وبعد أن يبلغ الطفل عمر الثلاثة أشهر هنالك أدوية يمكن إعطاؤها للأمهات، لكن بحذر.

هذا هو الذي أنصحك به، أي أن تذهبي بأختك إلى الطبيب، وأنا على ثقة كاملة أن الطبيب سوف يقوم بوضع الخطة العلاجية اللازمة لها، ومن جانبي أنا على قناعة تامة بأنها في حاجة إلى العلاج، وقناعاتي قوية جدّاً -إن شاء الله تعالى- أنها سوف تُشفى تماماً من هذه العلة، حيث إنه توجد أدوية فاعلة وممتازة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً