الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخروج من البيت بإذن العاقد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تمت خطبتي منذ يومين من شاب ملتزم، وكل من سألناه عنه لم يتحدث عنه إلا خيراً، وبعد أن وافقت عليه وتم عقد القران جلسنا وتفاهمنا على كل شيء، وأخبرني أنه التزم بالدين منذ سبع سنوات.

وقد طلب مني طلبات كثيرة، منها: أن أنهي تعليمي الجامعي ولا أعمل، وقد وافقت على ذلك، وطلب مني أيضاً أن لا أمشي وحدي، حتى لو كنت ذاهبة إلى المسجد، ويقول أنه لا يحب للمرأة أن تمشي وحدها في الشارع، ولا يحب أن تخرج من البيت كثيراً، وقد صارحني بذلك منذ اليوم الأول، حتى لا يغشني أو يصدمني.

علماً بأنه لا يقبل بالاختلاط، وعندما يأتي زوج أختي إلى بيتنا لا يحب جلوسي معهم، ويقول أن وجوده في المجلس الذي تكون فيه أختي وزوجة أخي فيه اختلاط ولا يقبل أن يكون فيه، ويقول بأنه يغار على النساء كثيراً، فهل في هذا الكلام نوع من التشدد المبالغ أم أنه صحيح في الشرع؟ وأريد منكم نصيحة لي بعد أن أصبحت مخطوبة وقد تم عقد القران؟ وما هو المطلوب مني ومنه؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحباً بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيكما وأن يبارك عليكما ويجمع بينكما في خير.

لا شك أيتها الكريمة أنك وُفقت إن شاء الله في الحصول على زوج صالح يغار عليك ويحرص على حفظك وصيانتك، وهذا مؤشر خير إن شاء الله نرجو أن لا يكون فيه قلق لك ولا هم، وواضح من طلبات زوجك أنه يريد لك الخير، فحريص على أن تكوني بعيدة عن كل مواطن الريب أو الأسباب التي قد توقعك في محرم، وهذا شيء يُشكر عليه هذا الزوج.

ولا شك أن من حقوق الزوج على زوجته أن لا تخرج من البيت إلا بإذنه، وإذا أذن لها أن تخرج على حالة معينة من التستر أو عدم الخروج منفردة أو نحو ذلك فإنها مأمورة بطاعته في هذا؛ لأنه من المعروف، وهي مأمورة بطاعته في المعروف، وليس فيما ذكرت عن زوجك شيء من التشدد، فإنه لم يطلب منك في كل ما طلب إلا ما هو موافق للشرع لاسميا إذا كان الطريق فيه ما يُخشى عليك منه، وإن لم يكن كذلك بأن كان آمناً فإنك من حيث الجواز الشرعي يجوز لك أن تمشي منفردة فيه، لكن إذا كان زوجك مانع من خروجك على هذا الوجه فطاعته واجبة.

لكننا ننصحك أيتها الكريمة بأن لا تدخلي في نقاش مع زوجك حول هذه الجزئيات، فكثير من هذه الجزئيات يمكن تفاديها أو الوصول فيها إلى شيء يُرضي الجميع بعد الزواج.

أما الاختلاط الذي ذكره الزوج فإن كان اختلاط الرجال بالنساء في المجلس مع عدم التزام النساء بالحجاب الشرعي أو عدم التزام الحاضرين بغض البصر فإن هذا بلا شك محظور شرعاً ولا يجوز وإن ألِفه بعض الناس، فإن كثيراً من الناس ألفوا بعض المنكرات حتى صار المعروف منكراً والمنكر معروفاً.

فمن حقه إذن يرفض وجودك في مجلس فيه رجال أجانب عنك، وهذا خير لك بلا شك ولزوجك، وواضح جدّاً أن زوجك فيه قدر كبير من الغيرة، فينبغي أن تكوني حكيمة في إدخال الثقة في نفس زوجك بك، فتجتنبي كل موطن قد يؤدي ريبة في نفسه.

كوني على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك وسييسر لك هذا السبيل، وبمرور الزمن سيتلاشى إن شاء الله في نفس زوجك كثير مما تظنينه أنت تشدداً حينما يرى منك الجد والحزم في التزام حدود الله تعالى والاحتشام وصيانة النفس، فحينها سيركن إليك ولن يجد الدافع الذي يدفعه إلى التشدد في كل هذه الطلبات التي أنت ربما تظنينها تشدداً وليست كذلك.

فوصيتنا لك أيتها الكريمة إذن أن لا تدعي للشيطان مجالاً للوصول إلى قلبك لإدخال الهم والحزن مما يطلبه منك الزوج، وأن تستبشري خيراً بهذه الطلبات التي يطلبها منك، وأن تكوني مطيعة لزوجك في المعروف.

وأما ما سألت عنه في آخر الاستشارة مما لك ومما عليك، فبعد العقد تُصبح المرأة زوجة للرجل العاقد عليها، فيحل له منها ما يحل من الزوجة إلا أن مسألة الدخول بها ينبغي أن يراع فيها العرف، فإذا كان العرف المألوف عند الناس أن الرجل لا يدخل بالمرأة إلا بعد الزفاف فينبغي مراعاة هذا العرف تجنباً لما قد ينشأ على ذلك من مفاسد، نسأل الله تعالى أن يؤلف بينك وبين زوجك، وأن يجمعكما في خير وأن يقدر لك الخير حيث كان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً