الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الخروج بمفردي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة عمري (17) عاماً، أخاف من الخروج وحدي، وإذا اضطررت أن أكون وحدي أشعر بالقلق والخوف، وقد أبكي أيضاً، وخاصة عندما أتواجد بالأماكن التي فيها أناس كثيرون، فهل هذا مرض أم لا؟ وهل له علاج؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه من الحالات البسيطة التي نسميها بقلق المخاوف من الدرجة الأولى، والخوف الذي لديك هو عدم الشعور بالارتياح أو الشعور بالخوف حين تكونين وحدك، أو عند الخروج من البيت، دون رفقة أحد.

هذا النوع من المخاوف منتشر، ولكنه بسيط، وغالباً ما يختفي تلقائياً، بالنسبة للخوف من التجمعات والأماكن التي بها أناس كثيرون أيضاً هو مرتبط بهذا النوع من قلق المخاوف التي لديك.

أريدك أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، أقول لك: إن هذا لا نعتبره مرضاً لكنه قد يكون بدايات لظاهرة المخاوف، خاصة ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، ولذا حتى تتخلصين منه أريدك أن تحقري فكرة الخوف، أن تتجاهلي فكرة الخوف، وأن تسألي نفسك (لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ الناس يخرجون لوحدهم، الناس يسافرون لوحدهم دون أي مصاعب)، خاطبي نفسك وقولي: (لا ينقصني شيء، أنا لستُ بأقل من الآخرين)، هذه المخاطبات الذاتية ممتازة وجيدة وتساعد كثيراً.

أريدك أيضاً أن تطبقي تمرين سلوكي بسيط نسميه بالتعرض أو التعريض في الخيال: اجلسي على كرسي مريح في غرفة هادئة، وتصوري أنك خرجت لوحدك وذهبت إلى مكان فيه عدد كبير من الناس، وبعد ذلك رجعت، وبعدها أصابك شيء من الخوف.

تصوري أيضاً وضعاً أو منظراً آخر أنك ذهبت إلى زيارة بعض أقاربك، وكان هناك تجمع كبير جدّاً من الفتيات والنسوة، وطُلب منك مثلاً أن تقدمي بعض الخدمات لهذه المجموعة من الناس، وهكذا.. هذا التعرض في الخيال مهم وضروري.

أريدك أن تطبقي تطبيقات عملية: حاولي أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، أعرف أنها قد لا تتوفر في أمريكا، ولكن إذا كان هناك مسجد في الحي الذي تقيمين فيه فحاولي أن تذهبي على الأقل في نهاية عطلة الأسبوع، وحاولي أن تذهبي وحدك، هذا فيه نوع من التعريض إلى مكان تتوافر فيه الطمأنينة، وهذا إن شاء الله يعود عليك بخير كثير.

المخاوف بصفة عامة تستجيب بصورة ممتازة للعلاجات الدوائية، وفي مثل عمرك ننصح بالعلاج لفترة قصيرة وهي حوالي ثلاثة أشهر، ومن الأدوية الممتازة الدواء الذي يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) يمكنك أن تتناوليه بجرعة خمسة مليجرامات كجرعة بداية، تناوليها بعد الأكل، استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك حولي الجرعة إلى عشرة مليجرامات يومياً لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى خمسة مليجراماً يومياً لمدة عشرين يوماً ثم توقفي عن تناول الدواء.. هذا من الأدوية السليمة، ومن الأدوية الفاعلة والجيدة.

إذن العلاج أيتها الفاضلة الكريمة هو أن تتناولي هذا الدواء الذي وصفناه لك، أن تحقري فكرة الخوف، وأن تعرضي نفسك إلى مصادر الخوف، وبالتدريج سوف تجدين إن شاء الله تعالى أن هذه المخاوف والقلق قد انتهت تماماً.

أرجو أن تجتهدي أيضاً في دراستك وتستفيدي من وقتك بصورة صحيحة، كما أريدك أيضاً أن تدربي نفسك على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدّاً، وللتعرف على كيفية تطبيق هذه التمارين يمكنك تصفح أحد المواقع على شبكة الإنترنت، والالتزام بتمارين الاسترخاء لا شك أن فائدته العلاجية كبيرة جدّاً.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على العلاج السلوكي للمخاوف في الاستشارات التالية: (262026-262698-263579-265121)، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً