الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انفصام الشخصية .. واحتمالات انتقاله وراثيا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي مصاب بانفصام شخصية مستعص، فما هي احتمالات إصابة أولادي بذلك؟ علماً بأن زوجي ليس من أقربائي.

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن العوامل الوراثية سببت الكثير من الإزعاج للناس، وذلك لأن الحقائق العلمية قد لا تكون معلومة أو واضحة للجميع.

مرض الفصام ليس من الأمراض الوراثية، ونعني بذلك الوراثة المباشرة، ولكن المرض يمكن أن يحدث نوع من الاستعداد الوراثي له، وذلك من خلال جينات صغيرة متعددة، وليست جين واحد كاملة الاختراق كما يسمى، والذي يقصد بذلك أن بعض الناس لديهم عوامل وراثية إذا توفرت العوامل البيئية يمكن أن يحدث نوع من التفرة الجينية، والتي تؤدي إلى حدوث المرض، يعني التفاعل ما بين الجينات والبيئة هو العامل الرئيسي لمرض الفصام.

إذا كان هناك أسباب يمكن التحدث عنها؛ لأن مرض الفصام في الأصل لا نستطيع أن نحدد أسبابه في معظم الحالات، الأسس العلمية تشير إلى أنه إذا كان الوالدان مصابين بمرض الفصام -وهذه حالة نادرة- فإن (50%) من الأطفال لديهم القابلية والاستعداد لمرض الفصام.

إذا كان أحد الوالدين مصاباً بمرض الفصام فإن احتمال إصابة الأطفال بمرض الفصام هي (20%)، وأما في حالة أسرتك وهو أن لك أخا مصاباً بمرض الفصام، وهنا أقول لك بصراحة: إن التأثير الجيني ضعيف جداً، لا يتعدى (5 إلى 7%)، وهذا يعتبر في الحسابات الجينية أثراً ضعيفاً وليس منظوراً، لكن هذا لا يجعلنا نتناسى أهمية دور التنشئة والتربية، والطفل حين ينشأ ويربى على أسس سوية يكون هناك توازن، ونشعر الطفل بالأمان، ونحاور الطفل، لا نجعله يعيش حتى ضغوطاً نفسية، ولا يكون هناك نوع من التدليل للطفل، وأن نساعده على بناء شخصيته، والاهتمام بتطوير مهارته.. هذا لا شك فيه، الكثير من الوقاية للإصابة من الأمراض النفسية، ومرض الفصام بصورة خاصة.

اطمئني تماماً، والاحتمال ضعيف جداً بأن تنقل أي نوع من الطفرات الجينة من أخيك لتأثر على أولادك، وعليك بالدعاء -فهو دائماً سلاح المؤمن، وفي حفظ كبير للإنسان وللأبناء خاصة.

ختاماً: نشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى العافية والشفاء للجميع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً