الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يهرب من المدرسة ولديه رفقة سيئة.. فكيف نقوم سلوكه؟

السؤال

لدي أخ كان في الابتدائي، لا يحب المدرسة, وعندما يذهب يقول لأمي: دعي أبي يلحقني إلى المدرسة, وكان يذهب مع أبي, ويجلس مع الرجال, ويساعد أبي, وبعدها تغير, ولم يعد يذهب مع أبي كما كان.

وعندما دخل المدرسة المتوسطة بدأ يهرب من المدرسة, وكان أبي يخاصمه, وبعض الأحيان يرجعه إلى المدرسة, ولكن لم ينفع معه شيء، وعندما دخل ثالث متوسط تعرف على أصحاب السوء, وصار يهرب من المدرسة كثيرا مع بعض رفاقه, ولا يأتي للبيت, ويأتي نهاية الدوام ليوهمنا أنه ذهب المدرسة, وبدأ يدخن معهم, ويسهر إلى الصباح, وعندما علم أبي بأنه يذهب مع رفاق السوء بدأ ينصحه ويهدده ويقول له: لا تذهب معهم, ولكنه لا يسمع الكلام, وبدأ أبي يضربه ضربا مبرحا, لكنه لا يبالي بأحد, وكأن أصحابه سحروه، وعندما تأتيه مكالمة يذهب بسرعة.

إخواني لا يتكلمون معه في بعض الأحيان؛ لأنه الوحيد الطائش في البيت, حتى أنه لا يأكل جيدا, أسمر الوجه, وتغير، وعندما يذهب أبي ليبحث عنه يختبئ, ولا يظهر، وعندما يعرف أن أحدا يبحث عنه يهرب ويبدأ يخاف.

أرجو حلا، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ادلين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

بالنسبة لأخيك هذا، وهذه القصة التي وردت تدل على أنه كان لديه مخاوف من المدرسة, ولم تعالج بالصورة الصحيحة.

مخاوف المدرسة دائماً تبدأ بالخوف من الفراق، أي افتقاد أمن المنزل، ربما يكون الطفل ملتصقاً بأحد والديه أو واجهته صعوبات من تلميذ آخر في المدرسة, وبدأ يحس أن الأمان متوفر في البيت وليس في المدرسة، وبعد ذلك يحاول الأهل أن يدفعوا الأبناء بصورة فيها شيء من الخشونة وعدم اللطف، ودون تفهم لحاجته النفسية، وهنا تزداد كراهية الطفل للمدرسة، ولا يحس بالأمان داخل البيت؛ لذا يخرج من البيت بادعاء أنه ذاهب إلى المدرسة ولا يذهب إليها، وهذا أحد المكونات الرئيسية لبدايات ما نسميه باضطراب المسلك، وبعد ذلك تتطور القصة ويلتقطه أصحاب السوء - كما ذكرت - ويبدأ التدخين, وربما انحرافات أخرى.

يعرف تماماً انتماء اليافعين لبعضهم البعض، ولهؤلاء الرفاق قوية جداً وأنت وصفت أخاك هذا وكأن أصحابه قد سحروه؛ لأنه عندما تأتيه مكالمة يذهب إليهم بسرعة، نعم هذا هو انجذاب الرفقاء، وهي ظاهرة نفسية معروفة تماماً، وانتماؤه وولاؤه لهم أقوى من أي انتماءات أخرى، وهذه مشكلة حقيقية، وهذه الظاهرة تسمى أيضاً بضغط الرفاق والأنداد، هذا الابن يحتاج إلى علاج، والعلاج يكون على عدة مراحل.

أولاً: أسلوب الضرب والقسوة لا يفيد، أسلوب الحوار وإشعاره بالأمان هو الأفضل، أن نبعده بقدر المستطاع من هذه المجموعة التي يرافقها، ولكن لابد أن نجد له بدائل أخرى، وهذا بالطبع متروك لكم كأسرة حسب الظروف المتاحة، يجب أن نشعره بأهميته داخل المنزل، وذلك من خلال نقاش والدك له وإخوتك يشعره بأنه شخص مرغوب فيه، ونعطيه بعض المهام داخل المنزل وخارجه يقوم بها، ونجعله يتناول الطعام مع الأسرة، وهكذا.

هذه هي الحلول المتاحة، ومثل هذه الحالات تتطلب مقابلة أخصائي نفسي، وهنالك برامج كثيرة جداً تساعد اليافعين, والذين يعانون من الانحرافات السلوكية والاجتماعية، وهذه البرامج تساعدهم كثيراً، ولكن كي أكون صريحاً وأميناً وواضحاً معك، العملية ليست بالسهلة، وتتطلب تضافر الجهود من جانب الأسرة وكل من يهمهم أمر هذا الابن.

أرجو أن تنقلي هذه الأفكار لوالديك، وأن تتناقشوا فيها كأسرة، يكون هنالك نوع من المساندة، وإشعار هذا الابن بالأمان، ولكن أسلوب العنف لن يفيد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً