السلام عليكم

أُحضرت لمدرستي الثانوية طالبة من دار الأحداث تم نقلها من مدرسة خاصة كانت تدرس بها على إثر مشاكل لها هناك، فكيف يمكنني التعامل معها لعل حالها أن يصلح، وكيف تترك مع بقية البنات؟

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نبارك لك همتك وسعيك، ونشكر لك اهتمامك وغيرتك على أخواتك، وينبغي عليك أن تقومي ببعض الإجراءات الهامة - وإن كان فيها مشقة عليك - ولكني على ثقة أن همتك أعلى.

بداية جددي نيتك وحددي: لماذا تعملين هذا العمل؟ مع العلم أن على عاتقك كمدرسة مسئوليات كثيرة، ويمكن أن يأخذ هذا الدور غيرك، ولكن يأبى الفضل إلا أن يكون لأهله!

أولاً: اتصلي بالأخصائية الاجتماعية الموجودة في مدرستها السابقة واسأليها عن مشكلتها.

ثانياً: حاولي أن تذهبي أو تتصلي إذا تمكنت من الذهاب بالأحداث، واسألي عنها لتتعرفي على المشكلة وأسبابها حتى يسهل عليك العلاج.

ثالثاً: اقتربي منها، أشعريها بحبك، اثني على تصرفاتها الصحيحة وامدحيها.

غضي الطرف عن بعض السلوكيات البسيطة ووجهيا بأسلوب (ما بال أقوام)، ولا تتوقعي منها في البداية أن تكون سلوكياتها مثالية.

رابعاً: اشرعي في علاج المشكلة وقربيها بمن تثقين بهن من طالباتك اللائي يؤثرن ولا يتأثرن.

ادفعيها والأفضل أن ترافقيها إلى حلقات العلم، حلقات الذكر، المهرجانات والأعمال التطوعية، اجعلي لها دوراً في هذه المناسبات والمواقف، أعطيها الثقة كمنظمة مثلاً في المهرجانات الخيرية، أو يكون لها دور مميز.

اسأليها أو اطلبي منها بعض الأفكار وساعديها ولو كانت الفكرة لغيرها، وأشعريها بأن هذه فكرتها، ودعيها تطبقها أو أن يكون لها دور ريادي في تطبيق الفكرة.

أشيدي بدورها أمام الجميع، شجعيها، امدحيها، أثني عليها، والأهم من هذا كله المتابعة والتعهد والصبر، وقبل هذا كله الاستعانة به جل وعلا.

جعل الله تبارك وتعالى هذا العمل في موازينك وحجة لك على الصراط، وزادك من رصيد الآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.