الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تريد من أهلي وأمي زيارتها، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة بيني وبين زوجتي وذلك بسبب بعض الخلافات بين أخواتي البنات وزوجتي، وقد تم الفصل بينهم، ولكن زوجتي لم تهدأ بعد، وتريد أن تفصلني عن أهلي، وقد تدخل أحد أخواتها، وطلب مني عدم دخول أمي وأخواتي إلى منزلي.

وبما أن هذا لا يرضى الله ورسوله فقد قررت أن أترك المنزل، وبالمناسبة قد حدثت خلافات كثيرة مؤخرا بيني وبين زوجتي وصلت لحد أني قمت بسبها واستخدام العنف البسيط جدا، مثل ثني ذراعها وما شابه ذلك، ولكن ذلك بعد استفزازي بشكل مستمر بطلبها عدم زيارة أمي وأخواتي للمنزل بالرغم من عدم زيارتهم لي أساسا إلا بضع مرات خلال سنتين زواج، وبالرغم من أن زوجتي على وشك الولادة ولكنها لا تريد أن تخبر أحد من أهلي بميعاد الولادة ولا أحد يقوم بزيارتها في المستشفى أو حتى في البيت، وهذا سبب الخلاف الحقيقي، وقد تدخل أخوها المحترم ولكنه قام بالضغط عليّ بأن من حقها أن لا تعرف أهلك بسبب معاملتهم لها، وعليه عندما ابنك يبلغ من العمر سنة (تبقى تخلي مامتك تشوفه)، (هذا ما قال) واعترضت بشدة وتركت المنزل منذ ثلاثة أسابيع.

السؤال: ماذا أفعل وكيف أتعامل مع أخي زوجتي؟

مع العلم أنه وليَّها؛ لأن والدها مريض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك كل سوء.

وبخصوص ما تحدثت به -أخي الكريم- أود أولا أن أركز على أمر هام، ينبغي أن يكون حاضرا في ذهنك، وهو أن الخلافات بين الأقارب وبخاصة بين الأهل وزوجة الابن أو زوجة الأخ أمر قائم، والخلافات هذه بعضها حقيقي وبعضها فهم على غير مراده، وبعضها مبالغ فيه، والأصل أن يكون الزوج عنده من الحكمة في المعاملة ما يصلح به الأمور ولا يزيدها سوءا فيطيع أهله ويستمع إليهم ولا يظلم زوجته بتحميلها ما لا تطيق.

أمر آخر: إن العلاقة بين الزوج وزوجته عمادها الحقيقي الود والرحمة، والمرأة إذا أحبت زوجها تحملت من أجله الشيء الكثير، وصبرت على كل أذى في سبيل حرصها على زوجها.

وأما الخطوات العملية التي أود أن تقوم بها فهي كالتالي:

أولا: أوثق علاقتك بأهلك، ولا يحملك ما أنت فيه على ظلمهم، بل كن على يقين بأن برهم فيه الخير لك، وأنت مأجور على ذلك، فهم أهلك وقد أوجب الإسلام عليك برهم.

ثانيا: اجلس مباشرة مع أخ زوجتك ولا تتحدثا عما مضى أو عمن أخطأ ومن أصاب، بل احرص على أن تتحدث معه عن استقرار بيتك والحفاظ عليه في الغد، ودع الحديث في رؤية أهلك وولدك الذي ما زال جنينا إلى الآن، فالحديث فيه والعلاقة مختلة والأمور مضطربة أمر يبعد المسافة ولا يقربها.

ثالثا: إن عسر عليك التحدث مباشرة مع هذا الأخ عليك بالحكماء وأهل الدين من العلماء، فإن في تدخل الأمناء العاقلين ما يقرب المسافة، ولأهل الدين من العلماء من يضبط الأمور الشرعية لأي منحرف عنها.

رابعا: تواصل مع زوجتك ولا تتحدث معها عما مضى، بل اجتهد في أن تعيد إليها دفء العلاقة الزوجية الحميمية، وليس عيبا أن تعتذر عن إساءة فعلتها كنت فيها مخطئا، واجتهد أن تطمئنها معك، ولا تنتظر تحولا لحظيا، فإن ذلك مرهون بمدى قدرتك العملية على إقناعها بأن الود والرحمة هو الأساس في علاقتكما القادمة.

خامسا: احرص أن تنقل الكلام الطيب بين أهلك وزوجك، ولو اضطررت إلى الكذب للصلح بينهما فهذا أمر جائز، لكن لا تجعل هذا في بداية صلحك، بل اجعله متأخرا بعد أن ترى منك ما يطمئنها تجاهك.

سادسا: إن من عوامل استقرار البيوت المسلمة تقوية الروابط الدينية، فاجتهد في إصلاح بيتك، واحرص على صلاة النافلة مع زوجتك ولو ركعتين في الليل، وكذلك سماع المحاضرات الدينية خاصة التي تتحدث عن الأمور الأسرية.

سابعا: ما يساعد على التقريب بين الزوجة وأهلك فوق ما تحتاج إليه من فطنة في التعامل بحيث لا ينقل من الحديث ما يضر، كثرة الدعاء لله والتضرع له أن يصلح الله قلوبهم وأن يهديهم سبل الرشاد، احرص على الدعاء واعلم أن الله لا يخيب من رجاه.


نسأل الله أن يصلح زوجك، وأن يهدي أمرك، وأن ييسر لك كل عسير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً