الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من وسواس قهري ويدخل الحمام كثيرا... فما توجيهكم؟

السؤال

أخي ولد بإعاقة ذهنية نتيجة لنقص الأكسجين أثناء الولادة، وهو الآن في مرحلة المراهقة، ويأخذ أدوية (الانفرانيل 25 مل) و(دبكين 500 مل)، شخّص الطبيب حالته على أنها وسواس قهري، وهو يدخل الحمام كثيرا جدا، ويظل فاتحا للماء فترة طويلة، مع العلم أنه إن لم يجد حماما بالمكان فإنه لا يفعل شيئا، وحتى مع العلاج السابق فإنه لم يقلّ دخوله إلى الحمام، وهذا هو العرض الجديد، فطالما كان يتكلم كثيرا في أي شيء، وأحيانا يصير عصبيا جدا لدرجة قد تصل إلى أن يضرب أحدا من أفراد الأسرة، وهو ذو طاقة زائدة، فهو يستيقظ مبكرا، ويتحرك طوال اليوم، وأحيانا أخرى تصدر منه أفعال تدل على الذكاء، لا ندري ماذا نفعل لتفادي دخوله الحمام كثيرا؟ فقد سبب ذلك لنا المتاعب والإحراج، خاصة عند زيارة الأهل، وفي الأماكن العامة التي يعلم أن بها حماما، هل هناك علاج آخر لهذه الحالة؟ وهل هناك ضرر من الأدوية التي يأخذها؟

مع العلم أنه مستمر عليها من فترة الطفولة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amatALLAH26 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك كثيراً على اهتمامك بأمر أخيك هذا، ونسأل الله له العافية والشفاء.

هنالك علاقة وطيدة بين الإصابات الدماغية والوساوس القهرية، وكثير من أصحاب الحالات الخاصة الذين يعانون من أي نوع من تلف الدماغ قد تظهر لديهم الوساوس القهرية، وتكون هذه الوساوس من النوع البدائي، أي أنها نمطي مكرر، وتكون وساوس أفعال أكثر من وساوس أقوال، هذا الأخ -حفظه الله- لديه هذه الوساوس، وهي وساوس الخوف من الأوساخ، والحرص على النظافة، وخاصة فيما يتعلق بالاستنجاء، والاستبراء، والاستحمام، وربما يكون سلوكا نمطيا ليس له أي معنى، أو أي دافع.

العلاج الدوائي قد يلعب دوراً مفيداً في هذه الحالات، والدواء الأفضل ليس هو (الأنفرانيل)، وإنما (الفافرين)، وهو دواء جيد جداً لعلاج مثل هذا النوع من الوساوس، خاصة في مثل هذه الحالات، وجرعة البداية هي (50) مليجراما، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى (100) مليجرام، ويمكن أن يستمر عليها لمدة عام، ثم تخفض إلى (50) مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى.

الآن هو يتناول (الأنفرانيل) لذا أرى أن أي خطوة في تغير الدواء يجب أن تكون باستشارة طبيبه الذي يشرف على علاجه.

(الدبكين) دواء جيد أيضا في حالته قد يكون أعطي له لعدة أسباب إما: لتثبيت مزاجه أو لدرء أي نوبات صرعية قد تحدث له؛ لأن هذه الفئة من الناس لديهم القابلية لاضطراب كهرباء الدماغ بما أنه كثير الحركة، ولديه طاقات كثيرة، وأعتقد أن عقار (تقراتول) (Tegretol)، والاسم العلمي هو (كاربامزبين) (Carbamazepine) بديل مناسب جداً للدبكين، لأن (التقراتول) يحجم كثيراً من الانفعالات النفسية، والحركة الجسدية، دون أن يكون له أي أضرار، لكن أي تغير في الدواء أيضاً يجب أن يتم بواسطة الطبيب المعالج، حاولت أن أقدم لكم هذه الاقتراحات، وأنا على ثقة تامة أن الطبيب سوف يوافق عليها.

بالنسبة للعلاج السلوكي فهذه الحالات أيضاً تستجيب للعلاج بشيء من الصبر، والتفصيل، ومحاولة كسب وده، ويمكن أن نمنعه من دخول الحمام كثيراً، مثل أن يغلق الحمام بلطف شديد جداً، ويمنع من دخوله، ويحفز بهدية بسيطة أو شيء يحبه حين لا يذهب إلى الحمام، هذه هي الطرق التي تساعد مثل هذه الحالات، ولا شك أن عقار (فافرين) سوف يساعد كثيراً في التحكم في توجهه الوسواسي القهري.

أسأل الله له العافية والسلامة، وأؤكد لك أن الأدوية ليس بها أي ضرر، والمطلوب بالطبع هو المتابعة مع الطبيب، وأن يتم له الفحص الدوري للتأكد من نسبة (الهيموقلبين) (hemoglobin) وكذلك الدم الأبيض، ووظائف الكلى، والكبد، وهذه فحوصات روتينية ننصحك بها في مثل هذه الحالات، ويمكن إجراؤها مرة كل ثلاثة أشهر أو كل ستة أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً