الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى صحة تناول اللوسترال لتخفيف أثر الوساوس؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر لكم جهدكم وصبركم، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا إنسان ذو شخصية قوية، وقريب من الله، حدثت لي صدمة نفسية كبيرة بشيء لم يكن متوقعًا، وأعلم أني السبب بمرضي النفسي؛ فقد أصبحت الوساوس القهرية تلاحقني، لدرجة أنها شغلت كل كياني وتفكيري، وفي كل لحظة تذكرني نفسي بما حدث لي من أنواع القهر وتفاصيله، حتى دخلت في دائرة مفرغة لا نهاية لها، مما أدى لإصابتي بالاكتئاب، ولكني ظاهريًا أحاول أن أمارس حياتي أمام الناس بشكل عادي.

بعد 5 سنوات هداني الله، وأصبحت أحدث نفسي بأن هذا قضاء الله وقدره، ولا بد من الرضا واليقين بأنه الخير لي، وأن ما حدث هو أمر طبيعي، ويمكن حدوثه، وأن كل إنسان له لحظات ضعف، ولحظات قوة، وأن الله كتب كل شيء، فلا فائدة من التفكير في الماضي، ولكن أحيانًا تغلبني نفسي.

لقد أصبحت أنام بشكل جيد -ولله الحمد-، كما أنعم الله علي بقراءة سورة البقرة والرقية يوميًا، وقد تحسنت حالتي كثيرًا -بفضل الله-، ولكن الوساوس أصبحت تؤثر على معدتي وقولوني، فاستخرت الله في أخذ عقار لوسترال 50 ملج، حبةً صباحًا، لأني مررت بنفس المشكلة منذ عشرين عامًا، وأخذته لفترة، والآن مرت 10 أيام تحسنت فيها قليلاً، فما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –أخي الفاضل– عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم –أخي الفاضل– يمكن للحوادث الصادمة في حياتنا أن تُؤثر فينا وفي نمط حياتنا لسنوات وسنوات، إلَّا أننا في نفس الوقت نحن غير مضطرين لأن نبقى أسرى لهذا الماضي، وهذا ما تفعله -بارك الله فيك-، أنك تحاول أن تتخلص أو تُخفف من آثار هذه الصدمات التي ذكرتها في سؤالك.

هنا –أخي الفاضل– أريد أن أشير إلى نقطتين:

النقطة الأولى: كما ذكرتَ في رسالتك عن الرضا واليقين، إلَّا أن هذا لا يتعارض أبدًا –كما تعلم– مع الأخذ بالأسباب، وطلب العلاج.

النقطة الثانية: ربما ما أسميته بالوسواس لا تقصد به ما نعرفه في الطب النفسي بالوسواس القهري، وإنما تقصد منه القلق، والتوتر، وذكريات الماضي.

فكيف العمل الآن؟ أعتقد أن هناك خيارين:

أولًا: أن تستمر في محاولة التغلُّب على ذكريات الماضي، كما فعلتَ خلال السنوات الماضية، وهذا لا يمنع من أن نأخذ بالأمر الثاني وهو: العلاج الدوائي.

وكونك أخذت في الماضي دواء (لوسترال) خمسين مليجرامًا، وساعدك، وشعرت في الماضي بالتحسّن من استخدامه، فهذا مبرر لاستمرار ما فعلته الآن، حيث عُدت منذ عدة أيام لأخذ اللوسترال خمسين مليجرامًا.

نعم هذا الدواء يمكن أن يُخفف القلق والتوتر الذي يُصاحب تلك الذكريات، وأيضًا يُخفف بعض الاكتئاب النفسي إن وجد بسبب الصدمات وتأثير الماضي.

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً