الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أعمل عنده يؤذيني بكلماته ونظراته، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أعمل مدرسة في مدرسة لأبناء إحدى الجاليات في الخارج، مشكلتي أنه في المدرسة التي أدرس بها مدير من أصدقاء والدي، متزوج وله أبناء أكبرهم بعمري، رأيته أول مرة حين أتى إلى الوطن لبضع دقائق، ثم لم أره إلا بعد السفر إلى هنا، هذا المدير اختارني للتدريس لغرض في نفسه، وهو أنه يحبني منذ أول مرة رآني - على حد تعبيره - ولم يكشف ما بنفسه إلا عبر رسائل الحب البريدية ونظراته المتكررة إلي ذهاباً وإياباً، حتى أصبح ينشد فيّ الأشعار، ويرسل كلمات الحب الصادقة بزعمه، وهو باعتقادي كاذب، أكرهه من كل قلبي، وكشف لي عن نيته خطبتي، لكني وبتقدير من الله خطبت في هذه الفترة من شخص أحبه، فأخبرته كي يقتنع ويقلع، لكنه على العكس، بكى وقال: والله ليدفعن رقبته إن كان ذلك حقاً، وأنا والله خائفة على خطيبي منه، ورفضت أن أخبره من هو كي لا يؤذيه، ورسائله متكررة لا تتوقف، فماذا أفعل كي أتخلص منه؟

علماً أنني لا أريد أن يكون تصرفي دافعاً له للانتقام، ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أختي الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

أختنا الفاضلة: مادمت قد حسمت أمرك بالخطبة بهذا الشاب -والذي أسأل الله أن يبارك لك فيه وأن يبارك له فيك- فأغلقي الباب مباشرة على هذا الرجل، وأبلغيه ابتداء إنك لا تعتبرينه إلا مثل الأب، وأنك تحترمينه لكبر سنه، ولا تقابليه وحدك، وكوني في الحوار جادة وحازمة، ولا تخافي أختنا، فإن المخطئ دائماً هو من يرتجف من داخله وإن بدا متماسكاً، وأنت أمام عدة خيارات منها:
- ترك المكان الذي يعمل فيه والذهاب إلى مكان آخر.

- مشاورة خطيبك إن كان يتمتع بالعقلانية والحكمة لأخذ مشورته.

- تهديده بإخبار والدك ما دام صديقاً له، أو بإخبار من يردعونه.

- مشاورة الوالد إن كان الأمر يسمح، وأنت أدرى.

- لا تخافي على خطيبك، ولا تخافي من هذا الرجل، فالأمور بيد الله، والله هو الذي يدبر الأمر ويسيره.

- أكثري من دعاء الله عز وجل واستعيني به، واعلمي أختي الكريمة أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فلا تخضعي إلا لله، ومن تعملين عنده لا يملك رزقاً، ولا يملك أن يعطي أو يمنع، بل الله هو الرزاق ذو القوة المتين.

أسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك السوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً