الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكمال الدراسة في الخارج أم الوظيفة؟!

السؤال

السلام عليكم.

أنا الآن في نهاية مرحلة دراسة اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، والحمد لله أنا أتحدث الإنجليزية بطلاقة، علماً بأنني مبتعث من برنامج خادم الحرمين, قبل شهرين طلع اسمي في إحدى الوظائف الحكومية وعلى مرتبه ممتازة وراتب جيد جداً، ومنذ ذلك اليوم وأنا محتار في إكمال الدراسة والحصول على الشهادة الجامعية أو الرجوع للسعودية والاستمرار في الوظيفة والدخول في التجارة، وأنا حاصل على دبلوم في تخصص التمريض، ولكن لا أستطيع الإكمال في نفس تخصصي؛ لعدم رغبتي، ويترتب على ذلك أنني سوف أبدأ دراسة مرحلة البكالوريوس في أحد التخصصات الإدارية من جديد، وأنا عمري الآن (24) عاماً.

أنا الآن في حيرة من أمري، وعلي ضغوطات من الأهل بالرجوع للوطن، أرجو منك إعطائي بعض النصائح أو الآراء، هل أترك البعثة الدراسية وأرجع للوطن؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونسأل الله أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يزيدك توفيقاً وسداداً وصالحاً واستقامة، وأن يوفقك للخير، وأن يأخذ بناصيتك لما يعود عليك بالنفع في الدين والدنيا معاً.

وبخصوص ما ورد باستشارتك أخي الكريم الفاضل: فإنه لأمر محير فعلاً أن تختار ما بين عملين عظيمين، البعثة الدراسية التي تأتي أكلها وبدأت تختطف ثمارها من حيث إجادتك اللغة الإنجليزية المطلوبة لعملك، وكذلك العودة إلى الوطن لاستلام الوظيفة الحكومية التي يترتب عليها تحسن وضعك تحسناً جيداً وواضحاً، وتسأل كيف تفعل في هذه الحالة الحرجة، وما هي النصائح التي تقدم إليك؟ وأقول لك أخي الكريم الفاضل: إن ما أنت فيه لا شك أنه أمر محير فعلاً، ولكن أقترح عليك التالي:

أولاً: صلاة الاستخارة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى بها، وكما قال جابر رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها) وهذا أمر يحتاج فعلاً إلى الاستعانة بالله تعالى لحسم هذا الموقف.

ثانياً: اقترح أن تعود إلى وطنك وأن تتسلم وظيفتك، وبعد ذلك تعرض الأمر على المسؤولين في هذه الوظيفة من أنك تدرس لغة، وأن هذه اللغة سوف تنفعك في عملك، وبعد أن تحصل على الوظيفة وتستلم الوظيفة استلاماً حقيقياً ومباشراً، سوف يسمح لك بتقديم إجازة كمنحة دراسية ولإكمال دراستك وتعود لتكمل الدراسة، فهذا من الممكن وهنالك نوع من التجاوب والتفاهم، ومن الممكن أن يقدر الناس وضعك وأن يقدروا هذا الجهد الذي بذلته، لأنه قطعاً سوف يستفيدون منه باعتبار أنك ستصبح صاحب لغة متقدمة تستطيع من خلالها التعامل مع غير المسلمين بصورة أفضل وأرقى، وتحقق نفعاً كبيراً لدينك ودنياك.

فاعرض عليهم الأمر - أخي الكريم محمد - قبل ذلك، وأعتقد أنك بذلك قد ييسر الله لك الأمر، وإن لم يقبلوا ذلك فأنا أرى أن تنظر في عواقب الأمور، هل هذه الشهادة التي تحصل عليها ستوفر لك وظيفة في هذا المستوى أم غير ذلك؟ فإذا كانت الشهادة التي تحصل عليها سوف تحصل لك وظيفة أفضل من هذه فلا مانع أن تضحي بهذه وأن تواصل دراستك، أما إذا لم تكن تصل من خلالها إلى وظيفة من خلال هذا الوضع من حيث المرتبة الممتازة والراتب الجيد فأرى أن لا تضيع هذه الفرصة، وأن تؤجل الدراسة إلى فترة أخرى، حتى يتيسر لك الحصول على إجازة أو منحة دراسية لإكمال دراستك بعد ذلك.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك لكل خير، وأن يوفقك لتأخذ القرار الصائب والموفق، وأن يجعلنا وإياك من سعداء الدنيا والآخرة وسائر المسلمين، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً