الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب.. فهل له علاقة بممارسة العادة السرية في الماضي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من اكتئاب، وحاليا أتعالج لكني قبل أن أبدأ العلاج أي في فترة مرضي وبداية إصابتي بالاكتئاب كانت شديدة جدا، وكنت أقوم بالعادة السرية باستمرار يوميا مدة سنة تقريبا، بعدها تركت هذا الشيء، وأساسا لم أكن أعرف أنها عادة سرية إلا بعد ما كبرت، ولم أكن أعرف أنها خطأ وتضر البنت.

أريد أن أعرف هل أنا شاذة؟ كثيرا ما أتضايق عندما أتذكر هذه الفترة، ولماذا كنت أفعل ذلك؟ هل بسبب الاكتئاب؟ أو أنه ليس له علاقة؟ وهل يعقل طفلة عمرها 13 مصابة بالاكتئاب وتعمل العادة السرية؟
شيء لا أقدر أن أصدقه! أنا متضايقة ومستاءة جدا من نفسي، وأتمنى أن ما حدث لم يحدث.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة الأسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالإنسان قد يقترف أخطاء في حياته، ومثل الذي وقعت فيه أعتقد أنه كان فيه شيء من الجهل، والحمد لله تعالى أنت الآن تحسين بالندم على ما حدث وقد توقفت عنه، وهذا فيه وفاء كبير لشروط التوبة، وهذا يجب أن يكون حافزًا لك لأن تعيشي في انشراح وسعادة وتكافئي نفسك لأنك قد تخلصت من أمر بغيض، ورحمة الله واسعة، ورحمة الله دائمًا يجب أن يكون الإنسان راجيًا لها، وما اقترفته إن شاء الله تعالى هو إثم بسيط من اللمم، وأنا حقيقة سُعدت جدًّا لما ذكرته بشعورك بالمضايقة والاستياء، لأن هذا هو الندم الحقيقي الذي يُطلب في مثل هذه المواقف، فأبشري وقري عينًا، وانطلقي في الحياة بكل تفاؤل وبكل قوة وفعالية، لا تتحسري على الماضي، الماضي قد انتهى ومضى، وهنالك من عمل أسوأ مما قمت به أنت، والحمد لله تابوا وأنابوا، وانشرحت أساريرهم وتوفقوا في حياتهم.

إذن هذه صفحة يجب أن تغلق تمامًا، وتخزن في خزينة النسيان، وتعيشي حياتك بأمل وبفعالية وبإيجابية، وأنا حتى لا أريدك أبدًا أن تلصقي بنفسك أنك مكتئبة. ربما يكون هنالك عدم ارتياح، عسر في المزاج، شعور بالكدر في أوقات مختلفة، لكن هذه الأعراض إن وُجدت هنالك طريقين: طريق الإنسان الذي يقابلها بقوة وباستبصار وبتفاؤل سوف يقضي عليها تمامًا، والإنسان الذي يتراخى ويقبل أنه فعلاً مريضًا هذا قطعًا سوف يضر بنفسه كثيرًا.

فالفعالية والتفكير الإيجابي هي الطرق الممتازة جدًّا لعلاج هذا النوع من الحالات.

لابد أن تكون لك خطط وأهداف في الحياة، وأنت الآن في المرحلة الطلابية، وفي هذه المرحلة ابحثي عن التميز، اجتهدي، وضعي صورة ذهنية إيجابية حول المستقبل، وإن شاء الله تعالى يُكتب لك التوفيق والسداد.

إدارة الوقت بصورة جيدة أيضًا مطلوبة، حاولي أن تركزي على قراءة كتب مفيدة خارج نطاق الدراسي. الصحبة الطيبة الخيرة فيها سند كبير للإنسان، فاحرصي على ذلك.

أنت لم تذكري الدواء الذي وُصف لك، وفي نهاية الأمر المهم هو الالتزام بالعلاج حسب التعليمات الطبية، وإن شاء الله تعالى سوف تجني منه كل خير.

بارك الله فيك، وجزآك الله خيرًا، أسأل الله لك التوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً