الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نسيان شديد فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية، بدأت مشكلتي أني تعثرت في أحد المواد في السنة الأولى من الكلية، وبعدها أصبح عندي عدم ثقة بنفسي وبمذاكرتي، أحيانا أكره المذاكرة لهذا السبب.

وإذا دخلت الاختبار مهما كانت مذاكرتي أنسى كل المعلومات ولا أستطيع الحل وأتذكر كل الأجوبة بعد تسليمي للورقة.

أرجو إفادتي بالحل للتخلص من هذه المشكلة، لأنها أصبحت عقبة أمامي خصوصا أني طالبة في تخصص طبي.

وشكرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن أفضل الطرق لأن يؤدي الإنسان أداءً أكاديميًا وتعليميًا جيدًا هو أن يثق في مقدراته، والثقة في المقدرات تتأتى من خلال أن لا يحكم الإنسان على نفسه من خلال مشاعره، إنما يحكم على نفسه من خلال أفعاله وأدائه، ويجب أن لا نحصر التقييم الذاتي فيما يخص الدراسة أو المذاكرة أو التعليم فقط، يجب أن يشمل هذا التقييم وتأكيد الذات على كل الأنشطة الحياتية، فالإنسان هو كتلة واحدة تتكون من مشاعر ومن طاقات ومن عواطف ومن مقدرات معرفية وجسدية.

فالذي أدعوك إليه هو أولاً أن تثقي في مقدراتك، ومن الواضح أنه لديك مقدرات.

الخطوة الثانية: هي أن تحسني إدارة الوقت، إدارة الوقت بصورة صحيحة تيسر للإنسان كل ما يريد أن يصبو إليه بإذن الله تعالى.

وحين نقول إدارة الوقت ونربطها بموضوع المذاكرة ننصح ونطالب الناس بأن يعطوا أنفسهم الراحة الكاملة، بأن يمارسوا الرياضة، بأن يمارسوا اجتماعيًا، بأن يرفهوا على أنفسهم بما هو مشروع، وأن تُعطى المذاكرة أيضًا حظًّا من الوقت. هذه هي الطريقة الصحيحة، الطريقة التي تثبت المعلومات، الطريقة التي تجدد الطاقات في داخل الإنسان.
فهذا هو الذي أطالبك به: إدارة وقتك بصورة صحيحة، أعطي حيزًا من الوقت للمذاكرة، ولكن لا تنقطعي لهاب، وهنالك أنشطة أخرى أن تقومي بها.

ثالثًا: عليك بالدعاء والاجتهاد في هذا الأمر، أسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك، وعليك بتلاوة القرآن، فالقرآن الكريم إذا تلاه الإنسان بتدبر وبتمعن في معانيه هذا يحسن من الذاكرة، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.

رابعًا: الخطوة الأخرى وهي مهمة جدًّا: هي أن تحقري فكرة الخوف من الامتحانات. الامتحانات هي جزء من حياة الناس، وتذكري أن ملايين الناس يقومون بأداء هذه الامتحانات، فإذن لا يأتيك الشعور بأنك أنت الوحيدة التي تقوم بهذا الأمر، فيجب أن تبني ما نسميه بالشعور بالعالمية (أنا لستُ لوحدي، كل الناس يمتحنون، وأنا لا أقل عن الآخرين، فلماذا لا أنجح؟ ) وهكذا، وهذه أمور ضرورية.

من المهم جدًّا أن لا تؤجلي درس اليوم إلى الغد، هذه حقيقة ثابتة ومعروفة.

التمارين الرياضية يجب أن تكون جزءً من حياتك؛ لأن الرياضة تجدد الطاقات بدرجة كبيرة.

المذاكرة الجماعية كثيرًا ما تكون مفيدة، وهذه يجب أن يُخصص لها مرة أو مرتين في الأسبوع، مع صديقة لك، مع زميلة لك، أو أكثر، هذا إن شاء الله يثبت المعلومة ويعطي ثقة كبيرة جدًّا بالنفس.

هذا ما أود أن أنصحك به.

في بعض الحالات يكون السبب في عدم الإقدام على المذاكرة أو النسيان الشديد وعدم تذكر المعلومات ناتج من حالة قلقية اكتئابية داخلية، فإذا كنت تحسين بشيء من الإحباط الداخلي المستمر ففي هذه الحالة ربما يكون تناول أحد الأدوية التي تحسن المزاج وترفع من الدافعية ربما يكون مفيدًا، وفي هذه الحالة الدواء الذي يُنصح به دائمًا هو عقار بروزاك، وهو الذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين) وهو دواء سليم وفعال ولا يحتاج إلى وصفة طبية، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، يفضل تناول العلاج بعد تناول الأكل، وبعد انقضاء الستة أشهر يمكن التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزآك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً