الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس وخوف وضيق وعصبية وتوتر طوال اليوم فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم،،،

أعاني من وساوس وخوف وضيق تنفس وخوف من الأماكن المظلمة والمصاعد والعصبية والتوتر طول النهار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الوساوس والمخاوف أيًّا كان نوعها هي تعبير عن وجود قلق نفسي، وهذا النوع من القلق له عدة أجزاء وتشعبات، وفي مثل عمرك لابد أن نكون حذرين من مآل تشخيصي آخر، وهو أن الاكتئاب النفسي كثيرًا ما يكون متسترًا خلف القلق، فعمرك بالنسبة للنساء هو عمر الاكتئاب النفسي، لذا أنا أشك كثيرًا في أن الذي تعانين منه هو فقط مجرد مخاوف ووساوس، لابد أن تكون هنالك طبقة اكتئابية لم تظهر على السطح حتى الآن.

هذا الكلام يجب أن لا يكون مخيفًا لك أبدًا، على العكس يجب أن يكون مفرحًا ومسرًّا، لأننا هنا في إسلام ويب نحاول دائمًا أن نصل إلى عمق الحقائق العلمية، لأن هذا يساعد الناس كثيرًا بإذن الله تعالى.

فيا أختي الكريمة: من وجهة نظري أرى أن حالتك هي حالة قلق الاكتئاب أو الاكتئاب القلقي، والجزئيات القلقية كما ذكرت هي الوسوسة والخوف وضيق التنفس لا شك أنه تعبير عن القلق، وكذلك الخوف من الأماكن المظلمة والمصاعد، هذا جزئية أيضًا من الخوف، أما العصبية والتوتر فهي ربما تكون مؤشرًا على وجود الاكتئاب الذي تحدثنا عنه، وهذا نسميه بالاكتئاب المقنع في بعض الأحيان.

وعمومًا الأمر إن شاء الله سهل جدًّا، لأن الأدوية التي تعالج القلق والمخاوف والوساوس هي نفسها الأدوية التي تعالج الاكتئاب النفسي، وهذا يدل على الصلة البيولوجية من حيث السبب بين هذه الحالات (القلق والتوتر والوساوس والمخاوف وكذلك الاكتئاب النفسي).

أيتها الفاضلة الكريمة: بالطبع من الأمثل أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، والحمد لله الكويت عامرة جدًّا بالأطباء المؤهلين والثقة إن شاء الله تعالى. هذا هو الوضع الأمثل. أما إذا كان ذلك ليس ممكنًا لأسباب خاصة فأقول لك: قومي بإجراء فحوصات عامة، اذهبي إلى المختبر وقومي بفحص الدم للهموجلوبين، وافحصي أيضًا نسبة الهرمونات النسائية، لأنك في عمر قد تكون فيه بعض التغيرات الهرمونية النسائية، كما أنه من الضروري أن تتأكدي من مستوى هرمون الغدة الدرقية، لأنها من الأعضاء الهامة جدًّا فيما يخص ضبط المزاج عند الإنسان، وكثيرًا ما يحدث فيها عجز خاصة لدى النساء.

فأرجو أن تتأكدي من هذه الفحوصات وتعرضيها على أي طبيب، طبيب باطني أو خلافه، وإذا كانت هنالك أي نواقص إن شاء الله تعالى سوف يرشدك الطبيب نحو العلاج.

بالنسبة لحالتك النفسية هذه أيًّا كان سببها ومردها؛ أولاً لابد أن تكوني إيجابية في تفكيرك، لابد أن تديري وقتك بصورة جيدة، حاولي أن تتجنبي ضغوطات العمل بقدر المستطاع، عليك بالدعاء وعليك بالتقوى وعليك بالذكر وتلاوة القرآن، وممارسة الرياضة أيضًا سوف تكون مفيدة جدًّا لك، خاصة رياضة المشي، وكما تعرفين أنها ذات فائدة أخرى بالنسبة للنساء، وهي أنها تمنع هشاشة العظام، وفي نفس الوقت سوف تفيدك جدًّا من الناحية الوجدانية والمعنوية.

هنالك دواء ممتاز جدًّا يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) سيكون مفيدًا جدًّا في حالتك. جرعة البداية هي خمسين مليجرامًا – أي حبة واحدة – تتناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبتين، يمكنك أن تتناوليها كجرعة واحدة ليلاً أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، استمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى حبة واحدة مساءً لمدة خمسة أشهر، ثم حبة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهر.

هذا دواء فاعل مفيد، ليس له آثار جانبية كثيرة، ربما يؤدي فقط إلى زيادة بسيطة في الوزن، وهذا قد يحدث وقد لا يحدث، وربما تحسين بشيء من الاسترخاء والنعاس الزائد في الأيام الأولى للعلاج.

هذا هو ما أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً