أنا كثيرة التفكير والتخيلات في وقت النوم، ومن المستحيل أن تزول مني إلا بشق الأنفس، وكل هذا الوقت يذهب بي وأنا غارقة في هذا التفكير وهذه التخيلات، حاولت أن أتخلص من هذا التفكير، لكن دون فائدة.

أرجوكم ساعدوني.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسالتك مختصرة بعض الشيء، والذي استنتجته منها أنه تأتيك بعض التخيلات والأفكار التي تسيطر عليك قبل النوم، وهذه تؤدي إلى صعوبة كبيرة في الدخول في النوم، أو ما نسميه بالمرحلة الأولى من النوم، فإن كان الحال كما فهمته فأنا أقول لك أن هذا ينتج من القلق النفسي.

الكثير من الناس يكون لديهم قلق، ويعرف أن القلق يؤدي إلى زيادة في التفكير وإلى شعور بعدم الارتياح، لسبب ما تجد أن هذا القلق قد يتراكم ويكون التفكير فيه أكثر وأشد في أوقات الفراغ، أو في الأوقات التي يخلو فيها الإنسان مع نفسه قبل النوم مثلاً، فأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك، أن هذا القلق يشوش عليك كثيرًا ويزداد قبل النوم، لذا تحسين بهذه الخيالات وتداخل الأفكار وتشتتها وتشابكها، وهذه الظاهرة بصفة عامة نشاهدها لدى اليافعين وصغار السن الذين لديهم استعداد للقلق، أو الذين لا يعبرون عن أنفسهم فيما يخص الأفكار التي تعتريهم، ولذا أنصحك بالآتي:

أولاً: عليك أن تتجنبي النوم أثناء النهار.

ثانيًا: ثبتي وقتاً تذهبين فيه إلى الفراش ليلاً، ولا تذهبي إلى الفراش مباشرة قبل أن يأتيك الإحساس بالنوم.

ثالثًا: الحرص الشديد على أذكار النوم، وهذه يجب أن تؤديها بصورة متقنة، ارجعي إلى أي من المراجع المعروفة التي توضح الأذكار مثل كتاب الإمام النووي الذي يسمى بالأذكار.

رابعًا: قولي لنفسك: (الآن أنا في وضع استرخائي يجب أن لا أفكر في أي شيء، أنا ليس لديَّ ما يقلقني) وحتى إن اعترضتك بعض الأفكار حاولي أن تفكري في مواضيع سعيدة وطيبة.

خامسًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه جيدة جدًّا، ومن أفضلها تمارين التنفس التدرجي، ولتطبيقها: وأنت مضطجعة على السرير أغمضي عينيك، ضعي يديك على صدرك دون أن تقبضي على اليدين بشدة، وأن تكوني في وضع استرخائي عضلي عام، بعد ذلك خذي نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين بمعدل خمس مرات متتالية، مرة في الصباح ومرة قبل النوم، وسوف تجدين فيه فائدة كبيرة جدًّا.

سادسًا: تجنبي تناول الشاي والقهوة في فترة المساء.

سابعًا: مارسي أي تمارين رياضية تكون متاحة لك كفتاة مسلمة.

ثامنًا: إدارة الوقت بصورة جيدة، لا تدعي للفراغ مجالاً، انخرطي في أنشطة مختلفة فيما يخص مساعدة الأهل، في المنزل، إذا كنت ليس لديك عمل كما هو واضح يمكن أن تقومي بأعمال بديلة كالاطلاع والقراءة فيما هو مفيد، صلة الأرحام، الانخراط في العمل التطوعي، الانضمام إلى مراكز تحفيظ القرآن، وهذا كله - إن شاء الله - سيغير من نمط حياتك بصورة إيجابية.

أخيرًا أقول لك: هنالك دواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) هذا الدواء بسيط ولا يتطلب وصفة طبية، وهو متميز جدًّا في علاج القلق والتوترات، تناوليه بجرعة حبة واحدة في المساء، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، استمري عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة في المساء لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزآك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.