الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول اللاإرادي عند الكبار، وعلاقته بالحالة النفسية.

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب جامعي أبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، أعاني من مرض التبول اللاإرادي، ليس بصفة مستمرة، فقد كنت أعاني منه في الصغر، ثم توقف بضع سنوات، ثم في العام الحالي حدث هذا الأمر مرتين فقط، ولا أدري لماذا يحدث هذا الأمر معي، مع العلم أنني لا أعاني من مرض الصرع، أو التهاب البروستاتا.

وقد قرأت في بعض المواقع أن ذلك يرجع إلى أسباب نفسية، فإن كان هذا صحيحاً فهل في المستقبل إذا مررت بمشكلة نفسية يرجع لي هذا المرض مرة أخرى؟

أرجو من سيادتكم وصف العلاج المناسب لحالتي، والرد علي بسرعة، لأن هذا الأمر يقلقني ويزعجني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت لا تعاني من علة مرض التبول اللاإرادي بصورته المعروفة، والمتفق عليه هو أن التبول اللاإرادي إذا لم يحدث على الأقل مرة واحدة في الأسبوع فلا نعتبره تبولاً لاإرادياً، إنما هو نوع من الهفوات التي قد تحدث لبعض الناس، هذا التباعد في التبول اللاإرادي الذي يحدث لك هو مؤشر إيجابي جداً، وقد يكون سببه نوعاً من القلق النفسي البسيط، أو مجرد نوع من التكاسل، وهنالك بعض الناس قد يتبول أثناء الأحلام، خاصة الأحلام المخيفة.

حالتك - إن شاء الله - بسيطة كما ذكرت لك، وأنت لا تعاني من مشاكل في غدة البروستاتا، ولا تعاني وجود بؤرة صرعية، وحتى بالنسبة للحالة النفسية لا توجد مؤشرات حقيقية تدل أنك تعاني من علة أساسية، ربما القلق الذي تعاني منه، والذي مصدره هو أنك تقلق من حدوث هذه الحالة، هو الذي أثر عليك، فلا تقلق من هذا الأمر، هذا أولاً.

ثانياً: يمكن أن تتبع بعض الخطوات المفيدة، ومن أهمها ممارسة الرياضة، خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن.

ثالثاً: عليك بأن تمسك البول أثناء النهار، حصر البول لفترات طويلة يعطي المثانة فرصة لأن تتسع سعتها لاستيعاب كميات أكبر من البول، وهذا يجعل المحبس الذي يحرس منطقة المثانة، والسبيل أن لا يفتح إلا إذا كانت المثانة ممتلئة أو تحت إدارة الإنسان حين يدفع البول.

رابعاً: تجنب تناول الشاي والقهوة والمدرات في فترة المساء.

خامساً: من الضروري جداً أن تذهب إلى الحمام قبل النوم، وتقوم بتفريغ مثانتك تفريغاً كاملة، هذه النقطة بسيطة، ولكنها ذات أهمية عظيمة، حيث أن الملاحظات العلمية والعملية تشير أن بعض الناس حين يذهب إلى الحمام ليقضي حاجته، ويبدأ البول في النزول بعد أن تزول حرة البول تجده يعتقد أن كمية البول نزلت كلها، ويتوقف عن الدفع لإخضاع المثانة وتفريغها، وهذا يؤدي إلى تراكم كميات من البول قد تصل إلى ثلث حجم المثانة، وهذه كمية ليست سهلة، فنصيحتي لك هي حين تذهب إلى الحمام قبل النوم بعد أن ينقطع البول، حاول أن تدفع وتفرغ المثانة إفراغاً كاملاً.

سيكون أيضاً من الجيد أن تجرب دواء باسم تفرانيل (Tofranil) والاسم العلمي هو امبرمين (Imipramine) وهو موجود في مصر وهو قليل التكلفة جداً، وهذا الدواء يفيد في مثل هذه الحالات، فيمكنك أن تتناوله بجرعة (10) مليجرام يومياً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها (25) مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها (10) مليجرام يومياً، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جداً لعلاج هذه الحالات، ومن الضروري جداً أن تطبق الآليات السلوكية الأخرى التي ذكرنها لك، ولا تعتمد على الدواء فقط.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب حسن الوحواح

    ممكن أن يكون السبب ضعف المناعة ضد البرد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً