الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي شعور بقرب موتي، فهل شعوري صحيح؟

السؤال

السلام عليكم.

في الأيام الأخيرة أشعر في بعض الأحيان أني سأموت قريباً، وهو إحساس قوي، وفي أوقات كثيرة وأنا أتصفح النت أجد كلمة الموت، فهل هذه علامة من الله بقرب موتي؟ أم ماذا يعني هذا؟ وهل من الممكن أن يحس الإنسان بقرب نهايته؟ أم أن هذا شيء مستحيل؛ لأن ميعاد موت أي إنسان مجهول بسبب رحمة الله تعالى بنا.

أرجو الإجابة جزاكم الله كل خير، لأن هذا الشعور يضايقني جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأنا أقدر مشاعرك جداً، وأعرف تماماً أنك تعرف أن لا أحد يعرف أجله ولا أحد يعرف وقت موته، وكل ما يقال حول أن البعض قد يشعر بموته هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فالأعمار بيد الله تعالى، والآجال بيد الله، والخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان ولا ينقصه ثانية واحدة، يجب أن يكون هذا منهجك، والموت آت ولا شك فيه {إنك ميت وإنهم ميتون} هذه حقيقة قرآنية يجب أن نستذكرها ونستوعبها جيداً.

الخوف من الموت أمر مطلوب، بشرط أن لا يكون لدرجة مرضية، والخوف من الموت يجعل الإنسان يعمل لما بعد الموت، يتذكر حياة البرزخ، ويتذكر الحساب، ويتذكر البعث والنشور، هذا يا أخي الكريم مهم وضروري جداً في حياة كل مسلم، ولكن المسلم أيضا ًعليه أن يكون فعالاً في حياته، عليه أن لا ينتظر الموت، والموت سوف يأتي ولا داعي أن تنتظره أبداً، فهو آتٍ فلماذا أشغل نفسي وأنتظره؟! لكن يجب أن أعمل له.

هذا النوع من الخوف الوسواسي الذي يسيطر عليك يجب أن تحقره بناء على هذه المفاهيم التي ذكرتها لك، وعش حياتك بقوة وأمل، وركز في دراستك، وكن فعالاً، كن متميزاً، مارس الرياضة لتشعر أنك بالفعل تتمتع بحياة صحية، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.

من الجيد أن تتناول دواء مضاداً للخوف، هنالك أدوية جيدة مضادة للخوف الوسواسي، من أفضلها عقار أنفرانيل (Anafranil) والاسم العلمي هو كلومبرامين (Clomipramine) وهو موجود في مصر وغير مكلف، تناوله بجرعة (25) مليجرام ليلاً، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى (50) مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها (25) مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، ويتميز الانفرانيل بأنه دواء سليم وبسيط وغير مكلف من الناحية المادية، وله آثار جانبية بسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم والثقل بالعينين، وربما الإمساك، وهذه تكون في أيام العلاج الأولى، وبعدها - إن شاء الله تعالى - تختفي الآثار الجانبية تماماً، ولو شعرت بزيادة في النوم لا تنزعج لذلك.

أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي المفيد، قم بزيارة أرحامك، مارس الرياضة، احضر حلقات التلاوة، كن من رواد المساجد، ابن علاقة اجتماعية فاعلة، هذا كله - إن شاء الله - يشكل دعماً نفسياً إيجابياً وأساسياً يزيل عنك هذه الوساوس وهذا القلق.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكياً 261797 - 272262 - 263284 - 278081.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر منة

    :) جزاك الله خيرا ان شاء الله :)

  • السعودية أمين تاج الدين

    جزااكم الله الف خير .... دائما اذا كانت لدي مشكلة اتيـكم يا موقع اسلام ويب . جزاكم الله الف خير .

  • لبنان fatmeh

    جزاكم الله خير ...وانا اواجه ذات المشكله الخوف من. الموت والوسواس

  • السودان عمر محمد

    انا اعاني من هاذا الشعور ايضا

  • أمريكا ا

    هذا المشكل عذبني حتى في احلامي داءما احلامي ةشعرني بان اجلي قريب

  • nabil

    جزاك الله خيرا أخي في الله و الحمد لله على كل حال

  • جويانا الفرنسية ربيع الاعضب

    يجزيك الله خير الكلام

  • السعودية ام زين

    اللهم حسن الخاتمة

  • مجهول استغفر الله

    انا اشعر بهذا الاحساس ومن بعد م قرأت هذه المقاله ارتحت الحمد لله جزاك الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً