الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة لا أدري ما هي... فما تفسيركم؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة كبيرة سقطت عليّ كقطعة ثلج منذ أسبوع تقريبا، أنا في الأصل أعاني رهابا ولكنه عادي لا يحسسني بنقص رغم بعض الانزعاج في بعض المواقف.

المهم أعود للمشكلة التي أفقدتني صوابي كما أشرت، منذ أسبوع تقريبا أصبحت أحس بأني لست أنا، وأطرح سؤالا على نفسي من أنا؟! ماذا أصابني؟! هل أحلم؟! هل سأجن؟!

أصبحت شارد الذهن طوال الوقت، أفكر في حالتي، ولا أستطيع التصديق.. لم أعد أستطع النوم كثيرا، حتى إن نمت أستيقظ في الصباح الباكر وكلي قلق وخوف، فأبدأ بالبكاء لأني لا أعرف ما حدث لي.

المهم تغيرت حياتي دون أي سبب أو مشكلة، ولا زلت لحد الآن أريد أن أستيقظ وأنسى ما حدث خصوصا أن المدة صغيرة جدا، أي أسبوع، ولكني أحس بأني بدأت أنجر وراء وهم أني مريض بشيء لا أعرفه، ليس عضويا وإنما نفسيا.

خصوصا بعد أن قرأت في النت عن حالات تسمى بالخوف والهلع والوساوس، ربما هذه القراءة هي التي زادت من خوفي وجعلتني أتساءل هل بي وسواس أم هلع وخوف.

وأنا متأكد لو لم أتسرع وأقرأ هذه المواضيع لما وصلت لما أنا عليه الآن، قدر الله وما شاء فعل.

المرجو وصف حالتي والطريقة المثلى للعودة لحياتي الطبيعية وأن أنسى هذه الوساوس التي تقول لي بأني مريض.

أنا لم أصب والحمد لله منذ شهور أو سنين، إنها أيام فقط، وأخاف أن يستمر هذا الشيء، لا أستطيع التحمل، أصبحت في عذاب إنساني، كل مشاكل حياتي عادية.

قرأت في أغلب المواضيع عن أدوية كالزيروكسات وسبرام وسيسترالين...الخ، وأن المدة العلاجية طويلة، فهل أحتاجها رغم المدة القصيرة التي أصبت فيها؟

للإشارة، أخبرت أهلي بما أصابني وربما أزور طبيبا نفسيا رغم قلة الإمكانيات، أخاف فقط أن يعطيني أدوية غير هذه، فلا تجدي نفعا.

إضافة بسيطة: هذا الموضوع كتبته قبل أربعة أيام تقريبا ولم أوفق في إدراجه نظرا للوقت.

الآن أحس بنوع من التحسن، المهم بدأت تزول تدريجيا هذه المخاوف، فقط يدور في ذهني أني لم أعد طبيعيا، أريد أن أنسى هذه الفكرة.

وهل تنصحني بزيارة لطبيب لأني بدأت أفكر في إلغاء هذه الفكرة فقط خوفي من أن تنتابني هذه الحالة مجددا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس10 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الحالة التي تعاني منها هي حالة قلقية، والقلق قد يأخذ عدة أشكال ومحاور، منها شيء من المخاوف، شيء من الوساوس، وهذا هو الذي أعتقد حدث لك، أضف إلى ذلك أنك عانيت بما نسميه باضطراب الأنيّة، أو أن يشعر الإنسان بتغير في ذاته وفيما حوله، ولا يستطيع أن يحدد نوعية هذا التغير والذي غالبًا يكون غريبًا بعض الشيء.

كل هذا الذي ذكرته لك يأتي تحت القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، فلا أعتقد أنك مريض مرضًا نفسيًا أساسيًا أبدًا، إن شاء الله هي حالة عابرة، ويظهر أنه لديك الاستعداد للتأثر وما نسميه بالتأثير الإيحائي، فأنت ذكرت أنك حين تقرأ في النت عن بعض المواضيع أصبحت تسبب لك القلق والتوتر.

أذكرُ تمامًا حين كنا طلابًا في كلية الطب خاصة في السنة الثالثة والسنة الرابعة بعد أن بدأنا ندرس في علوم الأمراض بعد أن تخطينا مرحلة العلوم الأساسية، فكان الطبيب والأستاذ الجامعي حين يتكلم عن مرض ما ويعطينا أوصافه ومآله وطريقة علاجه والفحوصات المطلوبة، كثيرًا ما يأتي الواحد منا كطلاب شعورًا بأنه يعاني من نفس هذه الحالة، مثلاً إذا ذكر الطبيب أن من علامات الذبحة الصدرية أن يأتيك ألم في الصدر، وألم في اليد اليسرى، فمجرد انقباضات عضلية تحدث للواحد منا تعطيه هذا الشعور.

فيا أخي الكريم: هذا شعور معروف، وأعتقد مجرد تفهمك له سوف يساعدك، هذا الشرح البسيط الذي قمنا به إن شاء الله يساعدك، وعليك أن تبدأ في التجاهل تمامًا، وأرجو أن تصرف انتباهك إلى ما هو أفضل ويبعدك عن هذا التفكير السلبي.

أنت الحمد لله شاب في كامل الصحة حاول أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تكون مفيدًا لنفسك ولغيرك، وعليك بإجادة ترتيب الزمن والاستفادة منه.

هذه كلها مهارات تستطيع من خلالها أن تلفت انتباهك لما هو مغاير، حالتك الحمد لله بدأت تتحسن، وهذا دليل أنه أمر عابر وظرفي وليس أكثر من ذلك.

أرجو أن تطمئن لما ذكرته لك، وأنا لا أرى حقيقة أنك في حاجة لعلاج دوائي، مجرد أن تفكر بطريقة أخرى، أن تتفهم ما حدث لك، أن تعيش حياتك الآن بقوة، وأن تعيش مستقبلك بأمل ورجاء، أعتقد أن ذلك كافيًا تمامًا.

أما – لا قدر الله – إذا عاودتك الحالة أو لم تتحسن بالصورة المطلوبة، فهنا يمكنك أن تتقوم بزيارة واحدة للطبيب النفسي وليس أكثر من ذلك.

عليك بالدعاء، وأسأل الله أن يحفظك وأن يعافيك، ومن جانبنا نقول لك بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ولك الشكر والتقدير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً