الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قلق من تسارع نبضات القلب، فما تعليقكم على حالتي؟

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بخفقان بعد وفاة الوالد، وهو شعور بنبضات القلب لازمني هذا الشعور لفترة ثلاثة أشهر، مما أدى بي إلى القلق، وقد استشرتكم في استشاره سابقه برقم: 2120860، وقد أجبتم بأنه قلق، ولكن أنا في تلك الفترة لا أشعر بقلق أو خوف بل أشعر باكتئاب إلا إذا كان هناك علاقة بين القلق والاكتئاب، ولكن الحمد لله الخفقان والشعور بالنبض لم أعد أحس فيه لكن لا زال هناك قلق وتفكير في نبضات القلب وكلما امشي مسافة أضع يدي على قلبي أتفقد النبض فأجده طبيعيا، ولكن في بعض الأحيان أجد تسارعاً في نبضات القلب عندما أقف تحت الشمس أو أصعد درجا أو سلما، ويختفي هذا الشعور بمجرد الجلوس والراحة، وهذا التسارع لا أشعر فيه إلا إذا وضعت يدي على قلبي فقط، علماً بأني شخص منقطع عن الرياضة لفترة طويلة، وقبل نصف ساعة كنت أمشي مشيا سريعا على الرمل لمدة عشرين دقيقة متواصلة، ولم أشعر بتعب أو ضيق في التنفس، وقفت كالعادة لأضع يدي على قلبي فوجدت تسارعاً في النبض، ولكن لم يدم طويلاً، فهل ما أعاني منه مجرد قلق وبسبب ضعف اللياقة البدنية أم أن هناك خللاً في القلب؟ وما هي الطريقة الأفضل رياضيا لاستعيد لياقتي البدنية؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنا أقول لك: إن الشعور بالخفقان الذي أتاك بعد وفاة الوالد رحمه الله تعالى هو من الواضح ناتج من التأثر النفسي الذي حدث لك بعد هذا الحدث الكبير.

القلق النفسي له مكونات جسدية، وله مكونات نفسية، المكونات الجسدية منها الشعور بالخفقان والشعور بالضيقة والكتمة في الصدر، والبعض قد يحس بالرعشة أو التنميل أو الدوخة هذه كلها أعراض جسدية نشاهدها مع القلق، أما بالنسبة للمكونات النفسية وهي الشعور بالخوف وهذا يأتيك، والشعور بالوسوسة البسيطة، وهذا أيضاً من سمات القلق، والجانب النفسي في القلق هو أن تكرار القلق واستمراريته واجترار أفكاره يؤدي إلى عسر في المزاج، وعسر المزاج هو درجة بسيطة جداً من الاكتئاب النفسي؛ لأن طيف الاكتئاب وأقطابه متسع جداً، ولذا بعض المختصين يسمون هذه الحالات بالحالات القلقية الاكتئابية؛ لأنه يوجد قلق وأدى إلى شعور بالاكتئاب، والقلق عامة يشخص إلى عدة أنواع، هنالك القلق النفسي العام، وهنالك قلق الوساوس، وقلق المخاوف، وقلق ما يسمى بقلق ما بعد الصدمة وبعد الحدث، وهنالك قلق عدم القدرة على التوافق، وهنالك القلق الاكتئابي، هذه الأنواع من القلق متداخلة مع بعضها البعض، واعتقد أن هذا يفسر حالتك بصورة واضحة جداً.

أنت لديك قلق، وهذا القلق له تشعبات بسيطة، هنالك نوبة الهرع التي آتتك بعد وفاة الوالد، وظهرت في شكل تسارع في ضربات القلب، وبعد ذلك أصبح لديك هذه المخاوف، والتي من خلالها تحاول أن تتأكد من نبض وتستشعر ضربات قلبك، وهذه مخاوف وسواسية وليس أكثر من ذلك.

الذي أنصحك به هو أن حالتك ليس عضوية، ويجب أن تقتنع بذلك.

ثانياً العلاجات الرئيسية لمثل هذه الحالة:

أولاً التجاهل.

ثانياً: أن تمارس الرياضة، وأي نوع من الرياضة سوف يفيدك مثل رياضة المشي أو الجري وسوف تكون مناسبة جداً، وابدأ بمعدل بسيط فيما يخص الأنشطة الرياضية ثم قم ببناء المعدل تدريجياً.

ثانياً: هنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء أريدك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين وتطبقها بحذافيرها، وتتدرب عليها مع ضرورة الاستمراراية.

ثالثاً: غير نمط حياتك وهذا أعني به أن تدير وقتك بصورة صحيحة، ممارسة الرياضة، القراءة، الإطلاع، صلة الأرحام، الترويح عن النفس، الاجتهاد في الدراسة.. هذا يجعلك تحس بقيمتك الحقيقية وسوف تشعر بالرضا، وهذا بالطبع لن يعطي مجالاً لهذه الأعراض النفسوجسدية التي تسيطر عليك، عش دائماً مفعماً بالأمل فالمستقبل لك، أنت شاب في هذا العمر الذي يتمناه كل إنسان، ويجب أن تكون عندك الدافعية، والدافعية هي طاقة وقيمة شخيصة جداً لا يعرفها الآخرون، هي موجودة لديك وهذا مصداقاً للآية القرآنية {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } هذا دليل على وجود هذه الطاقات الداخلية، وهذه الدافعية متى ما استشعرناها وحركناها وحزمنا مع أنفسنا نستطيع أن نتغير أرجو أن يكون هذا منهجك.

أنا أرى أنك سوف تستفيد جداً من علاج دوائي بسيط مزيل للقلق والتوتر والمخاوف، الدواء يعرف باسم سبرالكسCipralex والاسم العلمي هو استالوبرامEscitalopram وأنت محتاج له بجرعة صغيرة تبدأ بتناول 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام حيث إن الدواء ليس متوفراً بعبوة 5مليجرام، استمر على نصف الحبة يومياً لمدة عشرين يوماً ثم اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أؤكد لك مرة أخرى: ليس لديك خلل في القلب، وليس لديك أيضاً خلل في التنفس إنما هي ظاهرة نفسي بسيطة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً