الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا أعاني في كل مرة أحمل فيها من تعب وحكة واصفرار اللون؟

السؤال

السلام عليكم، أنا سيدة متزوجة منذ 8 سنوات، حملت في المرة الأولى، ووضعت ابنتي في الأسبوع الـ34 وهي على قيد الحياة، وحملت بعدها ثلاث مرات، وفي كل مرة يموت الرضيع بعد 24 ساعة بعد الوضع.

علما أنني في الثلاث وضعتهم في الأسبوع الـ29 والأسبوع الـ27 والأسبوع الـ27 على التوالي، وأعاني في كل مرة أحمل فيها من تعب لمجرد مجهود خفيف وحكة شديدة واصفرار اللون، وعند الوضع تزول هذه الأعراض، أنا الآن في حملي الخامس في الأسبوع 26 عانيت من الحكة وأنا آخذ الدواءURSOLVAN 200mg مرتين في اليوم -والحمد لله- زالت الحكة بشكل كبير، وأعاني من تقلصات في الرحم، وآخذ دواء. BRICANYL 5 mg .

أنا خائفة جدا من أن يقع لحملي كما وقع في المرات السابقة، أرجو أن تفيدونني بنصائحكم، وما هو السبب فيما يجري لي من ضياع المولود؟

ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

يبدو بأن الحالة عندك هي ما يسمى طبياً (الركودة الصفراوية مع الحمل) وهي حالة تحدث مع الحمل، سببها تجمع الأملاح الصفراوية وركودتها في داخل الكبد، ثم ارتفاع مستواها في الدم وتوضعها في الجلد، فتسبب اللون الأصفر، وهو ما يسمى طبياً (باليرقان) وتسبب الحكة.

هذه الحالة قد تحدث في أي فترة من الحمل، ولتأكيد التشخيص يجب أن تجتمع الأعراض السريرية (وهي الحكة واليرقان ) مع وجود ارتفاع في مستوى الأملاح الصفراوية في الدم إلى نسبة ثلاثة أضعاف الحد الأعلى الطبيعي المقبول على الأقل، ويجب أن يتم عمل التحليل على الريق.

إن وجد ارتفاع في الأملاح الصفراوية بهذا الشكل، فهنا يتأكد التشخيص عندك.

علاج الحالة يتم عن طريق الأدوية، ومنها دواء الـURSOLVAN وقد يحتاج الأمر إلى تجربة عدة علاجات من أجل الحصول على استجابة.

هذا المرض يسبب الولادة الباكرة بنسبة عالية قد تصل إلى 60%، والإسراع ببدء العلاج والالتزام به يقلل من نسبة الولادة الباكرة، كما أن تناول الأدوية التي تمنع أو تؤخر الولادة مثل دواء ال BRICANYL الذي تتناولينه قد يساعد، ولكن هذه الأدوية ليست دائما فعالة بعد أن تبدأ التقلصات بالظهور.

لذلك يجب العمل على المتابعة الجيدة، بحيث يتم عمل تصوير تلفزيوني كل أسبوع، مع عمل تخطيط لقلب الجنين يسمى CTG كل يومين إن أمكن، مع الإكثار من شرب الماء والسوائل المفيدة، والابتعاد كليا عن الجفاف .

يجب عليك دوما النوم على الجانب الأيسر، واستبدال وضعية الجلوس بوضعية الاستلقاء الجانبي الأيسر، وبالطبع يجب الامتناع عن العلاقة الزوجية، وتحاشي أي جهد غير ضروري، والجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.

كان من الأفضل لو تم عمل ربط لعنق الرحم في مثل حالتك عند الشهر الرابع، وذلك كنوع من الاحتياط، وحاليا يجب العمل على أخذ مسحة من عنق الرحم للبحث عن أي التهاب كامن وعلاجه بشكل فعال؛ لأن الالتهاب قد يزيد من احتمال الولادة الباكرة.

كما يجب الآن أخذ إبر الكورتيزون التي تزيد في نضج رئتي الجنين، كنوع من الاحتياط، في حال تطورت الوضع الى ولادة باكرة لاقدر الله، ويجب ان تراجعي في مستشفى فيه وحدة للخداج مجهزة جيداً.

إن سارت الأمور بشكل جيد عندك -بإذن الله-، ووصل الحمل إلى 36 أسبوعا وتبين بأن رئتي الجنين قد نضجتا، فيجب أن تتم الولادة حتى لو اختفت التقلصات الرحمية؛ وذلك لأن بعض الحالات تزداد فيها احتمالات تؤذي الجنين داخل الرحم -لا قدر الله-.

كما يجب أن يتم عمل تحليل للسكر في الدم بشكل دوري، فالركودة الصفراوية تزيد من احتمال حدوث السكر الحملي.

إن نسبة تكرر الحالة هذه في الحمل القادم هي عالية -وللأسف- قد تصل إلى 70% وأفضل شيء هو البدء بالعلاج بشكل مبكر قدر الإمكان في الحمل القادم إن شاء الله.

نسأل الله -عز وجل- أن يشفيك ويعافيك، ويكمل لك الحمل على خير وسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً