الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصل لي إجهاض والدورة بعد ذلك اضطربت... فهل ممكن أحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجهضت جنيني وهو لم يكمل الشهر, واستمر نزول الدم مني 8 أيام أو 9 ، حيث أنني كنتُ أقوم بعمل رجيم ولا أعلم عن حملي -وحكم الله فوق كل شيء- فلدي بعض الاستفسارات.

الأول هل سيتغير موعد الدورة القادمة عن المعتاد فدورتي ثلاثينية، فمن المفترض أن تكون الدورة القادمة 13-11؟ وهل من المحتمل أن يتغير موعدها، والحمل لم يكن لمدة طويلة؟

السؤال الثاني: هل يمكنني أن أحاول الحمل في هذا الشهر ( أي بعد حدوث الإسقاط مباشرة ) أم علي أن أنتظر للشهر القادم بعد الدورة القادمة؟

السؤال الثالث: عندما قامت الطبيبة بفحصي لتتأكد إذا ما كنت أحتاج لعملية تنظيف أم لا أخبرتني بأني لا أحتاج، حيث أن القطع المتبقية ( 5 - 6 قطع ) ستنزل وحدها, فهل من المحتمل أن تنزل هذه القطع مع دم الدورة القادمة أم أنها تنتهي بانتهاء دم الإجهاض؟

السؤال الرابع والأخير: بأي فحص يمكنني معرفة إذا ما كان الرحم مستعداً للحمل في هذا الشهر الذي حدث فيه الإجهاض حتى أتجنب الإسقاط مرة أخرى؟

علما أن هذا الإجهاض حدث لحملي الأول.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عوضك الله بكل خير وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك إن شاء الله.

من الطبيعي أن يحدث الإجهاض عند السيدات خاصة في الحمل الأول، فلا داعي لكل هذا القلق والخوف, والمهم هو أن لا يتكرر الإجهاض, لا قدر الله.

بالنسبة لسؤالك الأول، فأقول لك: نعم من الممكن أن يتغير موعد نزول الدورة الشهرية عما أعتدت عليه قبل الحمل, ولا يمكن التنبؤ بدقة بموعد نزول الدورة الأولى بعد الإجهاض, ولكن بشكل وسطي، وفي غالبية الحالات تنزل في خلال 4-6 أسابيع من تاريخ الإجهاض إن شاء الله.

الأفضل من ناحية طبية وصحية تأخير حدوث الحمل إلى ما بعد مرور ثلاثة أشهر على الإجهاض، لإعطاء فرصة لكل التغيرات التي حدثت بالجسم للتراجع, وبعض هذه التغيرات لا تكون ظاهرة للعيان كتغيرات الدم والهرمونات مثلا, ولإعطاء الفرصة للرحم حتى يجدد بطانته, فيكون التعشيش أفضل إن شاء الله, لكن إن حدث الحمل مباشرة بعد الإجهاض فلا بأس.

بالنسبة لسؤالك الثالث فأحب أن أطمئنك بأنه وطالما توقف دم الإجهاض فإن هذا يعني بأن الرحم قد أصبح فارغا تماما، ولا توجد فيه بقايا للحمل, فالدم لن ينقطع في حال بقيت بقايا, لأن هذه البقايا تمنع الرحم من الرجوع إلى حجمه الطبيعي, وتبقى الأوعية الدموية مفتوحة.

بالنسبة للسؤال الرابع أقول: إن نزلت الدورة في موعدها وتبين بأن التبويض يحدث بشكل جيد, وذلك عن طريق تحليل لهرمون يسمى البروجسترون في اليوم 21 من الدورة, وكانت بطانة الرحم جيدة السماكة, فنظريا نقول بأن الرحم جاهز للحمل ولا يوجد عائق بإذن الله.

أحب أن أقول لك يا عزيزتي بأن الحمل يحدث فقط بنسبة من 15%-20% في كل دورة شهرية, وتكون نسبة الإجهاض بحدود 20% تقريبا, ونبقى عاجزين عن فهم كثير من الأسباب التي تجعل نسبة الحمل قليلة في كل شهر, وبنفس الوقت نسبة الإجهاض مرتفعة نسبيا, وهذا يحدث حتى لو كان الزوجان طبيعيين ومخصبين 100%, فهذه الأمور كلها بيد الله عز وجل، ولغاية الآن لا يمكننا التحكم بها, وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) .

نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب أنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً