الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقبل على دراسات عليا وأعاني من التأتأة، أتمنى منكم النصيحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدون مقدمات أنا أعاني من التأتأة، وكنت بعمر 6 سنوات، واستمرت معي إلى الآن، وأنا الآن بعمر 17سنة، ولكن ذهبت إلى استشاري نفسي، وأخذت معه جلسات، ولا أكذب عليكم لقد استفدت منه، ولكن لم تنته مني التأتأة!

أنا في آخر سنة بالثانوية، وأنا معدلي 90 ، يعني ممتاز، ولكن أعاني من مشاكل بالمدرسة، إذا قال لي المدرس أجب على السؤال، أعرف أني سأتتأتأ، وأقول له أستاذ ما عرف الإجابة! وهذا قهر، لأني أعرف الإجابة، ومن حقي أني آخذ درجة المشاركة، لكن المدرس يقول لي أنت ما تتجاوب معي، مالك درجة، ولكن هذا لا يهم أكثر من أني مقبل على الهندسة والجامعة، وقلق من الجامعة؛ لأن الجامعة تعمل مقابلة، وأنا الآن مستمر على تمارين التنفس، وهذه التمارين لها فائدة كبيرة، وأقرأ بصوت عالي، لكن أريد أنهي المشكلة تماما أو أحد منها قدر المستطاع.

أتمنى منكم النصيحة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

إنك تسير على خطوات علاجية جيدة، وهي أنك تقرأ بصوت عالٍ وتطبق تمارين التنفس الاسترخائية، وكل المطلوب منك الآن هو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن لا تراقب أداءك، خاصة حين تتكلم، وحاول أن تطبق أدوارا تمثيلية تلامس الواقع، وهذه الأدوار قم بوضع أسئلة افتراضية، تخيل أنك المدرس، وبعد أن تُلقي السؤال على نفسك غيّر من موقعك واعتبر نفسك أنك أحمد الطالب وقم بالإجابة.

كرر هذه الأدوار، هذه تسمى بالسيكودراما، وأن يلعب الإنسان الدور الذي يحس فيه بالخوف وبالتوتر، فإذا أخذت هذا الموضوع بجدية وطبقته أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرًا.

أنصحك أيضًا بأن تحدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، أدخل هذه الحروف في كلمات، كرر هذه الكلمات بصوت عالٍ.

ثالثًا: الأدوار الدرامية التي طلبتُ منك أن تطبقها أفضل أن تقوم بتسجيلها، ومن ثم الاستماع إلى ما قمت بتسجليه، وهذا فيه نوع مما يسمى بالتغذية الراجعة، واستماعك لنفسك سوف يجعلك تصوب وتصحح الأخطاء والعثرات السابقة، وفي نفس الوقت يعطيك المزيد من الثقة في نفسك، لأنك سوف تكتشف أن أداءك كان أفضل مما تتصور.

رابعًا: أرجو دائمًا أن تبني في تفكيرك أنك غير مراقب من قبل الآخرين، وأنك لست مصدرًا للاستهزاء والسخرية، وهذا هو الواقع.

خامسًا: بما أنك مُقدم على دراسات هامة، هذا يجب أن يكون حافزًا ومشجعًا لك، فاكتسابك للمعرفة والعلم هو في حد ذاته سوف يزيد ثقتك في نفسك، وهذا ينعكس إيجابًا في شكل المزيد من طلاقة اللسان إن شاء الله تعالى، ويعرف أن التأتأة دائمًا تتحسن مع مرور العمر، فعندك فرصة طيبة ومفيدة -إن شاء الله تعالى- لتكون أكثر اطمئنانًا، وينطلق لسانك إن شاء الله تعالى.

أخيرًا: أنا أفضل تناول الأدوية التي تساعد في تقليل التوتر والقلق، وهنالك عدة أدوية تم تجربتها، هنالك دواء يعرف باسم (هلوبريادون) هو من الأدوية القديمة، والآن كثر الحديث عن دواء يسمى باسم (زبركسا)، لكن أعتقد أن الأدوية المضادة للقلق والمخاوف الاجتماعية ذات فائدة أيضًا، والدواء الذي أنصحك باستعماله يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين)، وفي أمريكا يسمى تجاريًا (باكسيل).

ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لمزيد الفائدة يراجع علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: 265295 - 266962 - 280701 - 2102145.

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأرجو أن لا تنزعج أبدًا لهذه المشكلة فهي بسيطة، وسوف تنتهي إن شاء الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً