الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل زيادة الدهون الثلاثية لها علاقة بارتفاع الضغط؟

السؤال

السلام عليكم..


أطلب منكم دراسة حالتي الصحية وإجابتي بما يلزم، ولكم الشكر.

أنا من مواليد 1962، موظف، لدي مسؤولية تدبير الموارد البشرية منذ 01/09/1987.

في بداية شهر يناير لهذه السنة أصبت بارتفاع في الضغط وصل 180/110 مع ألم في الرأس، ذهبت عند طبيب القلب أعطاني إجراء تحاليل مخبرية للدم، فوجد أن مجموع الكولسترول 2.27g/l ، والدهون الثلاثية في 2.13 g/l، ووصف لي أدوية من نوع الماغنزيوم ولوركار 5ملغ وسيفاستين 20ملغ ودلبران 1000 وافلوكارديل 40 ملغ لضبط تسارع نبضات القلب، وقال لي إن ظروف العمل هي المؤثر عليك.

إلا أنني بعد أيام زرت عدة أطباء، وقمت بتمارين رياضية حيث أصبح وزني بدلا من 89 كلغ صار 79 كلغ خلال 6 أشهر، وطولي هو 1.62م، وكنت أعلم أن الدهون والسكريات التي كنت أتناولها بنهم هي سبب ما حصل لي.

إلا أنه رغم الأدوية كنت أتعرض لعدة ارتفاعات في ضغطي الدموي مما جعلني أزور طبيبا أخر للقلب، فحملني جهازا لقياس الضغط طيلة 24 ساعة، وكانت النتيجة أن ضغطي العام بمعدل 120/70 فأوقف جميع الأدوية، وظننت إنني أصبحت معافى.

وأصبحت آكل من جديد كل شيء، وبعد شهرين عاودتني الأزمة، وعلمت أنه علي ترك السكر والبيض والتقليل من ملح الطعام، وترك كل الدهون، بحيث إن آخر التحاليل بتاريخ 22/07/2011 كان مجموع الكولسترول 1.74 غ/ل والدهون الثلاثية 1.71 غ/ل، وكل التحاليل الأخرى جيدة أي: مستوى الملح، مستوى السكر، الكليتين، تخطيط القلب.

لكن بصراحة آلمني هذا المرض، وأستغفر الله على هذا الكلام، فعندما يرتفع الضغط أحس برأسي يسخن، وقلبي يضرب بسرعة حتى أنني في الليل أنهض وكأن الموت زارني، وأحس بألم في صدري.

أنا الآن مند 20 يوما أتناول أعشاب الزعرور والكركديه، وأواصل الريجيم، امتنعت عن السكريات ما عدا الثمر، وأقلل من اللحوم ما عدا الدجاج، وأتناول الخبز في غالب الأوقات بدون ملح.

أنا الآن طبيعي بدون دواء، ونصحني آخر طبيب بالعيش على هذا النمط، وزيارته بعد ثلاثة أشهر.

لقد ذكرت لكم حالتي بالتفصيل، وأطلب منكم إعطائي مزيدا من النصائح، وهل زيادة الدهون الثلاثية لها علاقة بارتفاع الضغط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali el horri حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كما تعلم فإن ارتفاع ضغط الدم واسع الانتشار، وخاصة في مثل سنك، ولا تأتي تسمية هذا المرض بـ«القاتل الصامت» من فراغ؛ فعلى المدى الطويل تترتب على قيم ضغط الدم المرتفعة بشكل مزمن أمراض خطرة تهدد الحياة، مثل الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية.

وهناك الكثير من الأدوية المخفضة لضغط الدم، وهذه تساعد في التخفيف من متاعب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، غير أن هذه الأدوية قد يمكن عدم البدء بها والبدء أولاً بتغيير نمط السلوك المعيشي للمرضى إذا كان ارتفاغ الضغط خفيفا، أما إن كان مرتفعا بشكل عال فإنه يحب البدء بالأدوية، وهذا ما دعا الأطباء لاستخدام الدواء عندك، وخاصة أنه كان يترافق مع صداع ، إذ يسهم تغيير نمط الحياة غالباً في خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية، ومن أبرز الأمور التي تعين على ذلك: خفض الوزن، وممارسة الرياضة، والإقلال من الدهون والملح.

وزيادة الوزن هي السبب الرئيس لارتفاع ضغط الدم؛ إذ إن 30٪ تقريباً من جميع مرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون الوزن الزائد، وقد وجد في إحدى الدراسات أن كل كيلوغرام يتم إنقاصه من الوزن يخفض قيمة الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي أيضاً بمقدارين معينين، وإنقاص 10 كيلوغرامات من الوزن يمكن أن يخفض ضغط الدم المرتفع بمقدار جيد، وهذا ما حصل معك.

وأفضل طريقة لإنقاص الوزن في تغيير النظام الغذائي بشكل جذري: الإقلال من الدهون الحيوانية، والإكثار من الأسماك بدلاً من اللحوم، وتناول الزيوت النباتية، ومنتجات الحبوب الكاملة بدلاً من الدقيق الأبيض، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة خمس مرات يومياً، فهذا يسهم في زيادة مستويات البوتاسيوم في الجسم، والذي يُعد بمثابة مخفض طبيعي لضغط الدم.

والملح من الأسباب الأخرى المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، وهناك بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الملح، ويؤدي ملح الطعام إلى ارتفاع ضغط الدم عندهم.

ويُوصى بالاستغناء عن المواد الغذائية الجاهزة قدر المستطاع، وعدم إضافة المزيد من الملح إلى الطعام.

وتلعب الرياضة دوراً مهماً في خفض ضغط الدم المرتفع، وينصح بممارسة رياضات قوة التحمل باعتدال مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة.

ولتحقيق تأثير طويل المدى يجب على مرضى ضغط الدم المرتفع ممارسة إحدى هذه الرياضات ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً، مع مراعاة ألا تقل الحصة التدريبية عن 30 دقيقة في كل مرة، وليس من الضروري تنفيذ الحصة التدريبية دفعة واحدة، فيمكن جعلها على مرتين مدة كل منهما 15 دقيقة في اليوم.

والتدخين من المحظورات بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع، كما يجب الإقلاع عن المشروبات الكحولية، وإضافة إلى ذلك يُنصح مرضى ضغط الدم المرتفع ممن تتسم شخصيتهم بالعصبية وسرعة الاستثارة، بالاهتمام بمزيد من الاسترخاء في حياتهم، وينصح بفعل الأشياء التي تجعلك تشعر بالهدوء والراحة وتقوي أعصابك

والدهون الثلاثية لها علاقة كبيرة بنوعية الطعام، ولذا فقد أصبحت طبيعية عندك، وهناك علاقة بين ارتفاع الدهون الثلاثية وارتفاع الضغط، فإن الدهون الثلاثية تسبب تضيقا وتصلبا للشرايين، وهذا يجعل الشرايين أقل مرونة مما قد يسبب ارتفاعاً في الضغط.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر شيرين حافظ

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً