الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم تورعي عن المال الحرام.. تراودني شكوك حول ذلك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،،، أما بعد:
شيوخنا الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب مسلم، سخر الله لي وظيفة، ويعلم الله أني طيلة دراستي التي قضيتها بنجاح واجتهاد ومثابرة رغم قلة ذات اليد، أني ما عرفت الغش، وأن سلوكي وأخلاقي مشهود لها بالاستقامة عند الجميع ممن يعرفني، وأشهد الله أني أتورع عن كل مال حرام تورعا شديدا، وأنا أعلم ما حرم الله من المال، لكن ابتليت بالهواجس التي تصطادني كل مرة، وكأن لسان حالها يقول: إن مالي حرام، وإني ما اكتسبت الوظيفة إلا بالرشوة.

يا شيخ أنا في حيرة من أمري، خاصة أني أقدمت على خطبة فتاة ذات دين وخلق، أرجو أن ترشدوني جزاكم الله خيراً، وعذراً عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أسعدني حرصك على الحلال، وخوفك من الكبير المتعال، وقد أحسن من قال الطعام بذرة الفعال، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يرزقك من الحلال، وأن يغنيك به عن الحرام، وأن يوفقك على الدوام.

وأرجو أن تخلص في عملك، ولا تلتفت بعد ذلك لوساوس الشيطان؛ فإن هم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.

ولا يخفى عليك أن الناس شهداء الله في أرضه فإذا شهدوا لك بالاستقامة رغم ما فيهم من ظلم وعدوان وأنانية، فإن في ذلك دليلا على أنك على خير.

وإذا كنت – ولله الحمد – تتورع وتجتهد في الابتعاد عن الحرام فلا تستمع لوساوس عدونا اللئيم، وأسأل الله الثبات واليقين، واعلم بأن الحلال بيّن، وأن الحرام بيّن، فكيف تترك قناعاتك ويقينك وتتابع وساوس الشيطان.

وأرجو أن تدرك أن علاج الوساوس يكون بإهمالها وبصرف النظر عنها، فإذا ذكرك الشيطان بهذا الأمر فأكثر من الاستغفار، واذكر الواحد القهار، وعندها سوف يحزن هذا العدو ويندم ويبتعد عنك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وهنيئاً لك بصاحبة الدين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً