الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطب هو عشقي وكثرة السرحان وعدم التركيز أعدائي ... كيف أقهرهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا طالبة طب في السنة الثانية, عشت في السعودية, وانتقلت إلى مصر للدراسة بمفردي, كل شيء موفر, لكن مشكلتي بدأت بعد انتهاء السنة الأولى من الطب, شعرت بالحزن طول الوقت, والضيق من ساعات النوم الطويلة غير المريحة, أستيقظ وأنا قلقة, وأنام وأنا قلقة, طول الوقت وجهي عبوس, أحاول الابتسامة والانخراط في نشاطات أخرى لكني أتراجع إلى الوراء, حتى مع أهلي فقد غبت عنهم 6 أشهر, وعندما عدت إليهم لم أستطع التعامل معهم بشكل جيد, كنت أتعامل معهم كأنني ضيفة ليس إلا, طول الوقت صامتة, وحزينة, ومنعزلة عن الكل, كثيرة السرحان, لا أستطيع التركيز, عندما تتحدث مجموعة أظل صامتة, لا أبدي أي رأي, ثقتي بنفسي أصبحت مهزوزة, وكثيرا ما ألوم نفسي بسبب أو دون سبب, أشعر بأنني فاقدة للحياة, ولا أرغب بالاستمرار فيها, أتمنى الموت في كثير من الأحيان, لا أشعر, ولا أقدر نفسي, حتى أنني أشعر أني أقل من الآخرين, لكن الأمر الذي أنا خائفة منه على الأكثر هو دراستي التي هي مستقبلي, الطب هو عشقي وشغفي, وكثرة السرحان وعدم التركيز والإحساس بالدونية, وأنني لست كفئًا, أصبح الأمر يؤثر على دراستي, مستواي هابط جدا, لا أشارك, ولا أستطيع استيعاب أبسط الأمور, وحتى عندما أرجع البيت وأحاول أن أذاكر أسرح ولا أركز, استشرت أمي, واستشرت أبي, واستشرت زميلاتي في السكن, وعوضا عن أن أشعر بالتحسن لأنني فضفضت ازداد الأمر سوءا, وأشعر بالذنب لأني استشرتهم, لأني أريتهم نقاط ضعفي, إن استمر بي الحال هكذا فأخشى على مستقبلي الضياع, أخشى أن لا أستطيع التعايش مع نفسي بعد الآن, أريد الحل, علما بأن امتحاناتي قد شارفت, وأنا ضائعة بين المواد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن ضعف الطاقات النفسية, وتقلص الرغبة, وعدم أخذ المبادرات الإيجابية, وضعف التركيز هي سمات من سمات الاكتئاب النفسية -خاصة في مثل عمرك-.

الاكتئاب قد لا يأتي في شكل شعور بالكرب, أو الحزن, أو الهم, أو السوداوية، قد يأتي في الصورة التي ذكرتها، والاكتئاب أصبح الآن مرضا شائعا ومنتشرا جدًّا، لكن علاجه أيضًا -بفضل الله تعالى- أصبح متوفرًا وفاعلاً.

أنا أستحسن أن تقابلي طبيبا نفسيا، هذا أفضل لك كثيرًا، لأنه سوف ينظر إلى أمر التشخيص بدقة، وفي نفس الوقت المساندة الطبية النفسية المباشرة ذات فائدة وعائد تحفيزي كبير جدًّا.

الذي أود أن أؤكده لك أن الحالة يمكن أن تعالج، ومن جانبك يجب أن ترفعي من همتك، وأن يكون هنالك نوع من الجلد والصبر والإصرار: الإصرار على الفعالية، الإصرار على إدارة الوقت بصورة صحيحة، الإصرار على التركيز، الإصرار على المثابرة، على النجاح، على القراءة، على .... إلخ، هذا كله يتطلب ما نسميه بإرادة التحسن، فأنت لا ينقصك شيء، لديك الطاقة النفسية, ولديك الطاقة الجسدية, ولديك -الحمد لله تعالى- الظرف الاجتماعي والأسري المتميز, هذا كله يجب أن يكون محفزًا لك، وأن يدفعك نحو الاجتهاد والسعي لأن تكوني متميزة في دراستك.

تناول الأدوية المضادة للاكتئاب مفيد -لا شك في ذلك- خاصة العقار الذي يعرف باسم «فلوكستين» - هذا اسمه العلمي – ويسمى تجاريًا باسم «بروزاك», وله مسميات تجارية أخرى, فمثلاً في مصر يسمى «فلوزاك», تناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، أعتقد أنه سيكون كافيًا جدًّا في حالتك، لكن أفضل أن تتابعي الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى الحالة بسيطة, وسوف يتم علاجها تمامًا.

اجتهدي الآن، قابلي الطبيب الآن، هذه هي الحلول التي نطرحها لك، والبشرى الكبيرة هي أني أقول لك: إن الحالة تعالج, وتعالج -إن شاء الله- بصورة تامة، وستستعيدين كل أنشطتك الجسدية والنفسية, وسيتحسن مستوى الاستيعاب والتركيز لديك.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأن يوفقك في الامتحانات القادمة بإذنه تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً