الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الصمم والبكم و(متلازمة داون) وراثيان؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد الزواج من فتاة، والدها يعاني من الصمم والبكم، وعمها لديه متلازمة داون، إلا أن عمها الآخر سليم، وأبناؤه أيضا معافون، وبصحة جيدة، ولا يعانون من أي مشاكل صحية، مع العلم أنه لا يوجد أحد من أخوات البنت التي أريد الارتباط بها مريض بأي من هذه الأمراض، ولا أخاها, ولا حتى أبناء أخواتها المتزوجات للآن.

ولا تربطني صلة قرابة بها، وهي من دولة عربية شقيقة، وأمها معافاة، ولا تعاني من أية أمراض، ولا توجد صلة قرابة مع والدها، كما أن جدتها - أم أمها- من دولة أخرى، وليست من نفس دولة جدها- والد أمها- ، أي أن المشكلات الصحية من جانب والدها فقط.

فما مدى خطورة الإصابة بأي من هذه الأمراض لأطفالنا بالمستقبل؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: إن تناذر أو (متلازمة داون) مرض ولادي، وليس وراثيا، وإنما له علاقة بسن الأم عند الحمل، فيزيد احتماله بعد سن 35 للأم الحامل، وهناك نوع من (متلازمة داون) يكون وراثيا إلا أنه طالما أنه غير موجود عند أي من الأقارب فعلى الأكثر أن (متلازمة داون) التي عند عمها ليست من النوع الوراثي.

أما عن الوالد الذي يشكو من الصمم والبكم، فالصمم والبكم يحصلان مع بعض؛ لأن الإنسان الذي يولد أصما لا يستطيع التكلم, أما إن حصل الصمم بعد أن يكون الإنسان قد تعلم الكلام؛ فإنه يستطيع الكلام حتى ولو كان أصما؛ ولذا فالاحتمال الكبير أن والدها قد ولد أصما، وأسباب الصمم الولادي ( أي يكون عند الولادة ) 50% وراثيا،50% غير وراثي، ويكون بسبب تعرض الجنين لبعض الأدوية التي تناولتها الأم، أو بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة.

وأما بالنسبة للصمم الوراثي: فإن 85% منه موروث بالصفة المتنحية -أي أن يكون الأبوين حاملين للمورثة- ويكونان صحيحين، ولذا يحتاج الشخص لظهور مثل هذا الصمم، أن يكون الأبوان حاملين، وفي هذه الحالة فإن احتمال الإصابة هي واحد من كل 4 من أولاد هذه العائلة, فإن لم يكن أي من أعمام أو عمات الفتاة عنده صمم فعلى الأكثر أن هذا ليس وراثيا؛ لأن مثل هذه التناذرات تترافق أيضا مع أعراض جسمية أخرى كتشوهات جسمية.

والنوع الآخر الوراثي يكون بصفة سائدة، وهي تعني أن واحدا من كل اثنين من الأولاد سيكون مصابا بالصمم، وبما أنه لا يوجد أي من إخوة الفتاة، أو أخواتها مصاب بذلك فهذا أيضا يستبعد هذا النوع من الصمم.

وعلى الأكثر: إن سبب الصمم عند الوالد هو ولادي، وليس وراثيا, أي أنه لا ينتقل بالوراثة.

استخر الله, وتوكل عليه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر اسلام

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً