الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحقد على مديري في العمل كثيرا

السؤال

السلام عليكم

أسأل الله أن يجزيكم الجنة على ما تبذلونه من جهد.

سؤالي: ما الفرق بين الحقد والحسد؟ فأنا كثيرا ما أحقد على مديري في العمل,أنا أحقد ولا أحسد، لأنه يجبرني أن أحقد عليه من معاملته السيئة, وليس أنا فقط من يحقد عليه، بل أكثر الموظفين, هل علي إثم إذا حقدت على مديري؟ وما حكم الحقد؟ وهل يحاسب الإنسان على حديث النفس؟

وشكرا وسامحوني على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك أخي الفاضل على تواصلك معنا، وأتمنى أن نأخذ بيدك إلى طريق الخير ونعينك على وجود حل بإذن الله تعالى.

الحقد هو الغيظ المكظوم في نفس شخص ضد شخص آخر، وعلامته دوام بغض ذلك الشخص والنفور منه، فالحقد ثمرة الغضب، ومن لديه حقد يكون قلبه ضيقا عن التسامح أو العفو، وفقدان التسامح هو فقدان ركيزة من ركائز الأخلاق الحميدة, والحقد مرض من أمراض القلوب.

وأما الحسد فهو كذلك مرض من أمراض القلوب، وهو تمني زوال النعمة عن الغير، وإذا أنعم الله تعالى على أحد نعمة فلك فيها حالتان:

الحالة الأولى: أن تكره له تلك النعمة وتحب زوالها، فهذا هو الحسد.

والحالة الثانية: أن لا تكره وجودها ولا تحب زوالها، ولكنك تشتهي لنفسك مثلها فهذا يسمى غبطة.

والحسد يأكل الحسنات كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).

واعلم أن دواء هذين المرضين هو العودة إلى الله تعالى، وتطهير القلب منهما، ووجودهما في نفس الإنسان يسببان له أمراض القلوب، بل وأمراض البدن.

وما أجمل أخت الفاضل أن يفرح الإنسان لأخيه بالنعمة التي ينعمها الله بها عليه، ويتمنى له الزيادة وليس النقصان, وإذا أنت جربت هذا الشعور والسلوك فستعيش في سعادة وفي راحة واطمئنان بإذن الله تعالى.

ولاشك أن الحقد مذموم شرعا، وهو من المحرمات، وكذلك الحقد، وأما حديث النفس فغير مؤاخذ عليه الإنسان إذا لم يقصده، ولكن عليه أن يصرفه بقدر استطاعته، وأن لا يتبعه بعمل يؤكده, فحاولي أن تبتعدي عن مثل هذه الأفكار والسلوكيات، ويكون شعارك في الحياة هو تمني الخير.

وبالله التوفيق .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً