الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي عصبي جدا وأمه تضايقني كثيرا !! هل من نصيحة؟

السؤال

أنا امرأة متزوجة، أتحرى رضا الله وأطلب عفوه وعونه ومغفرته، مشكلتي (التي لم أعلم أنها مشكلة) هي أني هادئة ومتحكمة في أعصابي, وأتجنب اللغو والجدل الفارغ, وزوجي عكسي تماماً، عندما يغضب لا يدري ما يقول, وقد يهينني بكلمات بشعة، وأنا لحبي له أتغاضى عن كل ذلك، ولا أبدي ردة فعل, ومهما بلغ مقدار الغضب في داخلي لم ولن أنزل من احترامه وقدره, وقد أخبرته ذلك، طالبة منه مراعاتي بالمثل, ولكن لم يتحقق ذلك حتى الآن.

كما أن والدة زوجي تضايقني في كثير من الأحيان بكلمات جارحة -قد تكون غير مقصودة كما تقول- ولكنها تترك فيّ أثراً كبيراً، إلى حد أني لا أستطيع النوم من كثرة الضيق في بعض الأحيان, كل ذلك وأنا متحكمة في نفسي ولا أبدي غضبي, ولا أرد حتى بكلمة احتراماً لمكانتها واحتراماً لأمومتها لزوجي وحقها كأم, وأتحرى الصبر واحتساب الأجر عند الله.

الآن أصبحت بسبب كل ذلك الغضب المكبوت داخلي والذي لم يجد له منفذاً لعدة سنوات، أشعر كأن هناك بركاناً يغلي داخلي, وأصبحت أشعر بألم فعلي كلما سمعت كلمة تضايقني, فماذا أفعل؟ وكيف أتخلص من هذا الإحساس؟ وكيف أنفس عن هذا الغضب دون أن أعصى ربي؟ وهل يجب علي أن أغير شخصيتي؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سنابل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حفظك الله ورعاك أيتها السائلة، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك للتخلص مما تعانين منه.

أنا أغبطك أختي الفاضلة على هذه الشخصية وهذه الأخلاق الرفيعة التي قلما نجدها في زمننا هذا، الذي كثرت فيه المشاكل والمناوشات والصراعات لأتفه الأسباب، فهنيئاً لك، ووفقك الله تعالى لكل خير، وأريدك أن تواصلي على نفس النهج والسلوك ولا تغيري منه شيئاً، فأنت فائزة في الدنيا والآخرة -بإذن الله تعالى- وانظري إلى قدوتنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، كم أوذي وكم ضرب وكم شتم وكم أهين، ورغم ذلك يقابل السيئة بالحسنة والشتم بالكلمة الطيبة، والعصبية والتهجم بالقبول والترحيب والابتسامة، وهذا هو الخلق الرفيع، وهذه قمة الصبر, وقد مدحه رب العزة حينما قال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.

وتستطيعين أن تغيري من سلوك زوجك بالصبر عليه ومساعدته في التحلي بالأخلاق العالية، وهذه هي صفات الزوجة العظيمة التي تحافظ على تماسك أسرتها، وتريد أن تحمي أسرتها من التصدعات والانشقاقات.

زوجك -أختي الفاضلة- ربما قد تربى في بيئة فيها مشاكل وبقي فيه هذا السلوك، وتستطيعين أن تعدلي هذا السلوك إذا أنت صبرت وبقيت على أخلاقك العالية.

أما عن تصرفات والدته، فاعتبريها مثل أمك وحاولي أن تكسبي ودها ولا تخسريها، فقد تكون لك المعين على تغيير سلوك زوجك في يوم من الأيام، واحتسبي ذلك عند الله تعالى وتقربي بعملك هذا لله تعالى، فهي بالفعل تحتاج إلى من يصبر عليها ويتحملها فهذا حال الأمهات الكبار.

أنا أريدك أن تتفاءلي دائماً، وإياك أن تفشلي أو يصيبك إحباط، واجعلي نصب عينيك دائماً المثوبة والأجر من الله تعالى، وحاولي أن تنفسي عن نفسك وتروحي عنها بالفسحة والنزهة وتغيير البيئة والسفر إذا أمكن، ومخالطة الآخرين، والخروج برفقة الزوج والأولاد، فكل هذه الأساليب تخفف عنك وتعدل مزاجك إلى الأحسن، وقبل ذلك عليك بالدعاء والتضرع لله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً