الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحاليل الهرمونات لدينا جيدة ... فما السبيل لإنجاب الذرية؟

السؤال

أنا رجل عمري 47 سنة, متزوج منذ 5 سنوات، وحصل حمل لزوجتي بعد سنة من الزواج، ولكن بعد شهرين حدث إسقاط للجنين، وعملنا تحاليل لزوجتي, وقالت لنا الطبيبة: إنها أصيبت بحصبة بالدم, وسببت الإسقاط، وأخذت العلاج زوجتي ولكن بعد ذلك لم يحصل حمل، ثم عملنا عملية أطفال الأنابيب, ولكنها فشلت، علما بأن زوجتي سليمة, وحجم البيضة مناسب, وكل تحاليل الهرمونات سليمة, وتحليل السائل المنوي عندي جيد، ولكن لا أعرف السبب؟

ماذا أعمل؟
وما هي الأشياء التي أعملها حتى أرزق بالذرية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك ومشاعر زوجتك -أيها الأخ الفاضل- فالإجهاض وفشل محاولات الحمل تضع الزوجين وحتى الأطباء في حيرة من الأمر، خاصة وأن أغلب هذه الحالات لا يمكن معرفة سبب الفشل فيها.

فلحكمة لازلنا نجهلها أراد الله -عز وجل- للعملية التكاثرية في البشر أن تكون عملية غير كفؤ, وغير منتجة 100%، فالتكاثر عند الإنسان يحدث فيه ضياع كبير سواء للحيوانات المنوية, أو للبويضات, أو حتى للأجنة؛ لأن الحمل لا يحدث إلا بنسبة لا تتجاوز 15% إلى 20% في كل دورة شهرية، حتى لو كان الزوجان طبيعيان، وإن حدث فنسبة حدوث الإجهاض تكون تقريبا 20%، كما أن الكثير من البويضات تتطور كل شهر, ولكن ما ينجح منها للوصول إلى النضج - في الحالة الطبيعية- هو واحدة فقط في أغلب الأحيان، وأما الباقي فيتحلل ويموت، وكذلك الملايين من الحيوانات المنوية تفقد وتتحلل, ولا يستفاد منها، فواحدة فقط هي التي تلزم لتلقيح البويضة.

فلماذا يحدث كل هذا الضياع في البويضات وفي الحيوانات المنوية ؟
ولماذا نسبة الحمل قليلة في كل شهر؟

الحقيقة أننا لا نملك الإجابة عن هذه الأسئلة، وهي إجابات مازالت في علم الغيب، ورغم كل التقدم العلمي ما يزال الطب عاجزا عن فهم هذه الأسرار في جسم الإنسان، وبالتأكيد أن هنالك حكمة ربانية في هذه الأمور، ولكننا لا ندركها لأننا بشر، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

أردت من كلامي أن أوضح بأننا لا نعرف تفسيرا لمثل هذه الحالات التي يكون فيها الزوجان طبيعيين ومع ذلك لا يحدث الحمل عندهما، ولكن ما يمكنني قوله لك هو :بما أن الحمل قد حدث عند زوجتك في السابق، فهذا أمر يدعو للتفاؤل -إن شاء الله- حتى لو انتهى بالإجهاض؛ لأن هذا يدل على أن الخصوبة جيدة عند كل منكما، وأن احتمال الحمل وارد في أي وقت سواء بشكل طبيعي, أو بالوسائل المساعدة.

وبما أن التحاليل عند كل منكما هي طبيعية, ومع ذلك لم يحدث الحمل، فهنا نقول بأن الحالة هي (حالة عقم غير مفسر), أي لا يوجد سبب واضح، وفي مثل هذه الحالات فإننا ننصح باللجوء إلى عملية الحقن داخل الرحم من 3 إلى 4 محاولات، فإن لم تنجح -لا قدر الله- فيجب اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب.

وبالطبع إن هذه العمليات قد لا تنجح من أول مرة، ولذلك فيجب تكرارها إن توافرت الإمكانيات عند الزوجين, وأنصح بعدم اليأس, وتكرار المحاولة عندكما، فنسبة النجاح هي نسبة تراكمية، أي كلما تكررت المحاولات، يرتفع احتمال حدوث الحمل -بإذن الله- ويمكن اللجوء إلى تجميد الأجنة الزائدة عند الحصول عليها، وبالتالي ستكون المحاولات الأخرى أسهل، أي ستكون عبارة عن عمليات ترجيع للأجنة بدون المرور بكل مراحل العملية.

بشكل عام عندما لا يكون هنالك سبب واضح لتأخر الحمل، فإن هذه الحالات تستجيب على العلاج بشكل أفضل من غيرها من الحالات -بإذن الله تعالى-.

إن الطب والعلاج والمحاولات هي كلها من الأخذ بالأسباب، لكن يبقى التوكل على الله -عز وجل-، والدعاء, والتضرع له، فهو خير الرازقين.

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً