الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات ونصائح هامة في تكوين الصداقات الصالحة النافعة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعيش وحدي، ولا أجد شبابا أتكلم معهم أو أكون واثقا فيهم منذ أول يوم استلمت فيه وظيفتي حتى يومي هذا.

أنا الآن أجلس وحدي بدون صحبة منذ سنتين، لكن المشكلة حتى كلامي قليل جدا، ولا أعرف أتكلم، كلما أجلس على الكمبيوتر، أتصفح مواقع حتى صرت أتكلم مع بنات، آخذ وأعطي، وأحاول أن أنسى الفكرة هذه، لكن دون جدوى، فما الحل في أني أحصل أناسا أجلس معهم؟

لأني أحس أني صرت أفكر، فأجد بنات، وليس شبابا، وأقترف على نفسي ذنبا، أفيدوني!

جزاكم الله خيرا، وشكرا يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

لقد ذكرت أيها الفاضل صعوبة التواصل مع شباب في مثل عمرك، وتتساءل عن الطريقة التي بها تكسب مثل هذه الصداقات؛ لأنك تفكر في البنات.

وقبل أن نجيب على تساؤلك لا بد أن تجيب أنت على هذا السؤال:
لماذا لا تستطيع تكوين صداقات من الشباب؟

إن معرفة السبب نصف العلاج، ولابد حتى تخرج من هذه الحالة أن تتعرف على ذاتك أولا، هل تشك في براءة الصداقة مع الشباب؟ هل تتهمهم مثلا بالتعارف المصلحي؟ هل تخاف من الحسد مثلا؟ لابد من معرفة السبب أيها الحبيب!

ويبدو والله أعلم أن ضعف الثقة، والشك في الأصدقاء هو أحد هذه الأسباب، أو أهمها؛ لأنك قلت "أو أكون واثقا فيهم" والأمر هنا يسير أيها الفاضل بتحديد الشخص الصالح وينتفي هذا السبب، لكن هذه بعض الإرشادات أرجو أن تعينك على تجاوز ما شكوت منه.

أولا : الاختيار الموفق هو البداية الصحيحة للتعارف الموفق، وأسس الاختيار ثلاثة : أن يكون متدينا صاحب خلق، وأن تكون ميولكم متقاربة، وأن يكون التعارف لله عز وجل.

ثانيا : الابتعاد عن المثالية في الصداقة أمر يبشر بديمومتها، فنحن بشر يعترينا عوامل نقص كما نحمل صفات خير، وليس في العالم بشر خال من النقص، فافتراض المثالية في صديقك أمر لا يجعلك تحصل على أحد لأنك تفترض خيالا ليس له وجود.

ثالثا: هناك فرق بين الخطأ وتعمد الضر، قد يخطئ صاحبك في حقك، وهذا أمر وارد، لكن لابد أن تضع الخطأ في حجمه الطبيعي، وأن تكون على يقين بأن صاحبك قد تزل قدمه في أمر، وهو تام المحبة لك، وأن هناك عوامل تساعد على الاختلاف وليس هذا بضار، لأنا لسنا ملائكة.

رابعا : الأسلوب الحسن أحد العوامل الهامة التي تصفي لك محبة أصدقائك، وقد أشار النبي صلي الله عليه وسلم إلى ذلك حين قال كما في المستدرك: ثلاثة يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه.

ومضمون هذا اللين في الكلام وإحسان الظن به، والبشاشة في وجهه وكل ذلك يساعد على صفاء المحبة والود.

خامسا: طلب المعاونة أو المساعدة لا يضر الأخوة، فقد يحتاجك الأخ أو يطلب منك مساعدتك، وهذا لا يعني أنه صاحب مصلحة أو صاحبك لأجل ذلك، بل هذا من مقتضيات الأخوة الصادقة، والله جعل خيرية الناس في قضاء مصالحهم، فقال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" وكلها تخص قضاء مصالح الغير.

سادسا: من لا تكسبه لا تخسره، هناك نوع من الأصحاب قد يفرض نفسه عليك، أو يكون صاحب مصلحة حقيقة، أو به نوع من حسد، فهذا لا تكسبه كصديق، ولكن إن استطعت ألا تعادية ولا تخسره فخير.

وفي الختام أوصيك أن تجعل من المسجد الذي تصلي فيه بداية الحياة الجديدة، والتعرف على جماعة المسجد من أهل الصلاح والدين يقودك إن شاء الله إلى علاقات وصداقات، سيما إذا راعيت ما مضى من نصائح وتوجيهات.

ويمكنك أن تتخذ من إمام مسجد مشهود له بالدين والخلق والعلم بداية الطريق على أن تعلمه حالتك وتجلس إليه.

وفي الختام نسأل الله لك دوام التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً