الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق قلبي بابن عمي وتزوج غيري فأعينوني للخروج من حالتي النفسية السيئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا فتاة غير متزوجة, قدَّر الله لي أن يتعلق قلبي بابن عمي؛ فقد تعلق قلبي به تعلقًا شديدًا حتى أنني لا أنام إلا وصورته أمامي, كانت آمالي أن يتقدم لي كزوج, انتظرته كثيرًا, حتى جاء ذلك اليوم الذي أتاني الخبر فيه كالصاعقة: ابن عمك فلان تزوج, فتماسكت وقتها, وتحاملت على نفسي؛ لأن حبي له لا يعلم به أحد سوى خالقي؛ فلم أخبر به أحدًا، جرت الأيام سريعًا وأنا أحاول أن أتناسى, حتى جاء موعد زفافه الذي كان أتعس أيام حياتي, فقد تذكرته فاعتصرت ألمًا وحزنًا, ولكن ماذا عساي أن أفعل؟

مرَّ على زواجه حتى الآن سنتان, وأنا لا أزال في حزني وكمدي, ساءت حالتي النفسية, ولا أحد يعلم بي سوى الله سبحانه وتعالى, كلما تذكرته أحس أن قلبي يعتصر ألمًا, ولكني لا أملك سوى أن أدعو الله بأن يوفقه في حياته, وأن يبارك الله له في زوجه.

جئت هنا أطلب منكم العون والتوجيه؛ فقلبي يحترق, والحزن لا يفارقني, وأنا راضية بقضاء الله وقدره, لكني أريد توجيهكم ونصحكم, حتى يذهب هذا الحزن الذي يطاردني, والهم الذي أعياني, بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا، واعلمي أن أمر الزواج قضاء وقدر، والإنسان لا يأخذ أكثر مما قسم الله له، فلمَ الحزن والأسى أيتها المؤمنة؟!

أختي الفاضلة: أكثري من الدعاء لنفسك أن يعوضك الله خيرًا منه، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يملأ قلبك حبًّا وسعادة، وتأكدي تمامًا أن الله لا يختار لعبده إلا كل خير، ففي الحديث الشريف: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)رواه مسلم في صحيحه.

أغلقي باب الماضي, وافتحي بابًا للمستقبل المشرق -بإذن الله تعالى-، انسي وتناسي هذا الأمر جملةً وتفصيلًا، وكوني واثقة بنفسك؛ فأنت مازلت صغيرة، والمستقبل أمامك مشرق.

ما عليك إلا أن تتحرري من قيود الماضي، ولا تنظري للحياة بمنظار أسود، وسوف يطرق بابك الخاطب الذي أراده الله لك, وما ذلك على الله بعزيز؛ فسلمي الأمر لله، ولا تنظري إلى الخلف، واهتمي بمستقبلك وبحياتك؛ فالدنيا لم تتوقف، وأنت تعلمين أن الحزن والأسى لن يرجع لك هذا الشاب، فهو يعيش حياته ولا يعلم عنك شيئاً وأنت تتكبدين آلاماً لست في حاجة لها، والخير سيأتيك عن قريب -بإذن الله تعالى-؛ فتفاءلي بالخير.

أذهب الله همك, ورزقك الله زوجًا تسعدين معه, وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جنوب أفريقيا سار ه

    شكر ياخي فاضل

  • هولندا نجوة

    انا في نفسى المشكلة دعواتكم لي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً