الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوف من أورام خبيثة في المريء تجعلني أتراجع عن الزواج، ما الحل؟

السؤال

أنا شاب على خلق ـوالحمد لله ـ عمري 34 سنة، أعاني من آلام أعلى البطن منذ خمس سنوات تقريبا، وقد سببت لي قلقا وتوترا شديدين عن ماهية هذه الآلام، فهي تنتابني في أوقات متفرقة، خاصة بعد تناول الطعام، ذهبت إلى أخصائي جهاز هضمي في العام 2008م، وعمل لي منظار معدة ومنظار قولون، وكانت النتيجة أنني أعاني من فتق في الحجاب الحاجز مع وجود جرثومة المعدة، وقال لي بالعلاجات ستصبح أمورك على ما يرام، وقد تحسنت حالتي بعدها، ولكن نفس الأعراض عاودتني بعد فترة، وأصبحت أتردد على الأطباء كثيرا، وأجرى فحوصات بصورة متكررة، وحتى الآن عملت منظار المعدة ثلاث مرات، آخرها قبل عام ونصف، كما لم أترك فحصا لم أجريه فيروس الكبد ، الغدة، الايدز...الخ.

ولكن الجديد في الأمر أنني ومنذ حوالي ستة أشهر تقريبا بدأت أحس بخمول شديد في الجسم وفتور، وأحس بأن هناك ألما خفيفا أحيانا في الحلق، وأحس أن وزني قد قل، ولكن عندما أوزن أجد أن وزني طبيعي 56 كيلو، وهو وزني الطبيعي في الأحوال العادية، بدأت تنتابني هواجس من وجود ورم خبيث في المريء، أو البلعوم بسبب الارتجاع المريئي الذي سمعت أن تكراره لفترة طويلة يسبب مشاكل غير محمودة، فذهبت إلى أخصائي أورام كشف علي، وقال لي لا يوجد شيء غير طبيعي يستدعي القلق.

ذهبت أيضا لطبيب الجهاز الهضمي الذي أتابع معه، وقال لي أن كل ذلك من أعراض الارتجاع، ولا داعي للقلق، ولكن لم يطمئن قلبي.

مع العلم أنني أفكر في الزواج قريبا، ولكن المخاوف من وجود ورم تجعلني أحيانا أتراجع عن التفكير في هذا الموضوع.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، هل أجري منظارا مرة أخرى أم ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فواضح من رسالتك الوسواس فقد أجريت عدة مرات المنظار للمعدة، وأنت تعرف أن سبب الأعراض عندك هو الارتجاع في حموضة المعدة، ولم تترك أي فحص كما ذكرت إلا وأجريته، وكلها كانت طبيعية ولله الحمد.

والغرابة أنك تخاف من وجود الورم، وقد تم إجراء المنظار، وزرت طبيب الأورام، وأكد لك عدم وجوده، وطبيب الأورام الذي فحصك وأجرى لك التحاليل، والطبيب المشرف عليك، والذي يتابعك وأجري لك المنظار قد طمأنك، وتريدني أن أطمئنك، ولم أفحصك، ولم أجر لك المنظار.

الأولى والأفضل أن تثق بأطبائك، وإن بقي الوسواس عندك فسترى نفسك خارجا من عيادة، وداخلا إلى عيادة أخرى، وكلما ذهبت إلى طبيب قد يرى أن هناك حاجة إلى تحاليل وصور، ويطلب منك العودة إليه مرة أخرى، وهكذا لن تنتهي هذه السلسة التي لن تؤدي إلا إلى زيادة وسواسك، وعدم اقتناعك؛ لأنه إن كانت ثقتك بطبيبك الذي يشرف عليك من عدة سنوات ضعيفة، فكيف حالك بطبيب جديد عليك!

والغرابة أيضا أنك تؤجل زواجك وهو نصف دينك بسبب هذا الوسواس، ألا ترى معي أن هذا يحتاج إلى وقفة منك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً