الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العجز والخلط في تحديد الجهات هل ينم عن بداية مرض؟

السؤال

أحياناً أعجز عند تحديد الجهات، أي يحدث خلط عندي، ويزول بعد دقائق، وأحيانا يتأخر عن ذلك.

مرة كنت أتوضأ للصلاة، فلم أعرف أين القبلة، مع أني وأنا أتوضأ كنت أعرفها وفجأة اختلطت علي الجهات! وأخاف أن يكون هذا بداية لمرض -لا قدر الله- أو غير ذلك.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الالسيد السويدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك أخي الفاضل على تواصلك مع إسلام ويب.

من المعروف أن القوة الإدراكية للناس فيما يخص معرفة الزمن أو الأماكن أو الأشخاص تتفاوت من إنسان لآخر، فتجد بعض الناس متميزا جدا في معرفة أسماء الناس وتذكرها بصورة ممتازة، والبعض تجده متميزا في معرفة الطرقات، والبعض تجده حاذقا ودقيقا في معرفة الزمن، والعكس تماما، أي أن بعض الناس تجد أن معرفتهم للاتجاهات ضعيفة أو ما يعرف بالذاكرة الجغرافية لديهم ضعيفة، ولكن تجد عندهم مصادر قوة في معارف أخرى وهكذا.

ما حدث لك من عدم تأكد من اتجاه القبلة، لا أعتقد أنه دليل على حدوث أي مرض، هذه أمور إدراكية كما ذكرت لك أي أن الخلل متوقع، وعدم الإدراك متوقع، والخلط متوقع، فمثلا درجة التركيز إذا اختلت عند الإنسان نسبة لوجود إجهاد أو تعب أو أنه كان مشغولا بأمر آخر، أو كان في عجلة من أمره، هذا كله يؤدي إلى صرف الإنسان من الشيء الذي يريد أن يعرفه.

أنا أعرف أن همك في تلك اللحظة هو القبلة، ومعرفة القبلة، لكن أيضا تفكير الإنسان أحيانا ربما يجره إلى أمور جانبية تضعف من تركيزه.

أخي الكريم: أنا لا أرى أنك تعاني من علة مزعجة، لكن لا بأس من أن تراقب نفسك، هل هذه الحادثة عابرة أم أن هذا الأمر قد تكرر؟ أو هل لديك مشكلة في معرفة الطرقات والأماكن؟ أو هل لديك مشكلة في التعرف على أسماء الناس حين تقابلهم خاصة الأشخاص المألوفين بالنسبة لك؟ وهل هناك مشكلة في استيعاب الأوقات والزمن؟

هذه الأمور كلها مرتبطة ببعضها البعض، فراقب نفسك، ولكن دون قلق وحساسية حول هذا الأمر، وإن كان الأمر عرضيا، فإن شاء الله تعالى سوف تنتهي الأمور، ولن تحدث لك أي اضطرابات إدراكية.

أما إذا كان هنالك علة حقيقية فهذه سوف تعرف من خلال الفحص، وبعض القياسات والاختبارات الخاصة المتعلقة بالذاكرة والتركيز والإدراك، وهي معروفة جدا لدى الأطباء والمختصين، ويمكن أن تحدد نوعية العلة إن وجدت.

لا تنزعج أخي الكريم: تركيزك وإدراكك من وجهة نظري سليم؛ لأن الإنسان الذي يعاني من خلل حقيقي في الإدراك لا يدرك أنه لا يدرك، وأنت مستذكر تماما لكل التفاصيل حول عملية الاختلاط للجهات عليك، وهذا أمور نشاهدها كثيرا، وهي في معظمها حميدة جدا، وليست دليلا على وجود مرض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً