الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حمل خارج الرحم مرتين، فهل الحقن المجهري هو الأنسب؟

السؤال

زوجتي تبلغ من العمر الآن 29 عاما، وتزوجنا منذ 4 سنوات تقريبا، وحملت في السنة الأولى، وولدت بعملية قيصرية، وبعدها بسنتين حدث الحمل، ولكن تم اكتشافه خارج الرحم متأخرا، مما أدى إلى استئصال قناة فالوب اليمنى، وبعدها بـ 4 أشهر أخذت منشطات تبويض وإبرة تفجيرية وحدث حمل آخر، ولكن بالمتابعة عن طريق هرمون الحمل وصل إلى 2000، ولم يتم اكتشافه بالسونار داخل الرحم، وبعد عمل رباعي الأبعاد؛ اتضح انه أيضا خارج الرحم، وتم أخذ حقنة لإنزال الحمل، ولكن للأسف دون جدوى، مما اضطررنا لعمل منظار، وبعد العملية اتضح أن الحمل كان على المبيض، وليس قناة فالوب اليسرى، وأثناء العملية تم فك بعض الالتصاقات على القولون، وتم عمل اختبار الصبغة مما أثبت أن الأنبوب سليم، ولا يعاني من أي انسدادت.

السؤال: هل كون الحمل خارج الرحم على المبيض في المرة الثانية، يعنى أن الأنبوبة اليسرى من الممكن أن تكون تالفة رغم إثبات عدم انسدادها؟

2- ما نسبة احتمال أن يكون الحمل المرة القادمة داخل الرحم بعد إثبات أن المبيضين سليمان، والتبويض سليم، والأنبوبة اليسرى لم تعاني من أي انسدادات، ولا يوجد الآن أي التصاقات؟

3- هل يفضل عمل عملية حقن مجهري نظرا لوجود حمل خارج الرحم مرتين متتاليتن، وبالتالي نسبة حدوثه بالخارج المرة القادمة كبيرة، أم نأخذ الاتجاه في أن يكون الحمل طبيعياً؟ وفي حالة لا قدر الله حدوثه مرة ثالثة خارج الرحم؛ فهل حقنة إنزال الحمل لها توقيت معين حتى تكون قوية المفعول؟

الآن نحن في حيرة لاتخاذ القرار، فرجاء التوضيح والمساعدة؛ لاتخاذ هذا القرار الحيوي والمصيري.

مع خالص وجزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامة زوجتك، وعوضكم الله بكل خير، وجعل صبركم واحتسابكم في ميزان حسناتكم إن شاء الله.

إن نسبة حدوث الحمل خارج الرحم في الحالة الطبيعية هي تقريبا 2%، وبعد حدوث حمل واحد خارج الرحم، وكان هذا الحمل في الأنبوبة، فإن نسبة تكرر حدوث الحمل خارج الرحم هي تقريبا 15%.

وبالنسبة لزوجتك فالحالة نادرة الحدوث نوعا ما، فنسبة حدوث الحمل في المبيض هي فقط 3% من حالات الحمل خارج الرحم، أي هي 3%، من أصل 2%، ولا توجد دراسات أو إحصاءات دقيقة بشأن تكرر الحمل خارج الرحم في هذه الحالة.

ولكنني أستطيع أن أقول بأن نسبته ستكون أيضا في حدود 15%، وذلك لأن الحمل في المبيض رغم أنه حمل خارج الرحم؛ إلا أن علاجه لا يؤثر على الأنبوبة، أي لا يتم عمل جراحة ثانية على الأنبوبة.

ونسبة نجاح الحمل في المرة القادمة، أي حدوثه داخل الرحم، هي تقريبا 60 % إلى 70%، ونحن نعتبرها نسبة جيدة، وبالنظر إلى هذه النسبة ومقارنتها بنسبة نجاح أطفال الأنابيب، فهي تعتبر أعلى، هذا من ناحية.

ومن ناحية ثانية فإن طريقة أطفال الأنابيب لا تعني بأنه لا يمكن معها حدوث الحمل خارج الرحم، فهنالك حالات - وإن كانت نادرة - قد نتجت عن أطفال الأنابيب، وأحب أن أذكر هنا بأن أول حالة حمل سجلت بالعالم عن طريق أطفال الأنابيب كانت في الحقيقة حالة حمل خارج الرحم وليست حالة حمل طبيعي، وبالطبع حاليا تطورت العملية، ولكن احتمال حدوث الحمل خارج الرحم في أي من طرق المساعدة على الإنجاب هو احتمال موجود رغم ندرته.

باختصار- أيها الأخ الفاضل - أرى بأنه الخيار لكما، فمن الصعب ضمان النتائج مها كان الخيار، ولكن ما أستطيع قوله: من ناحية طبية أن حالة زوجتك لا تعتبر استطبابا لعملية أطفال الأنابيب؛ لأن الأنبوبة الأخرى موجودة وسالكة؛ ولأن نسبة نجاح الحمل بالشكل الطبيعي هي أعلى من أطفال الأنابيب؛ لذلك فمن ناحية طبية وإحصائية أرى بأن ترك الحمل ليحدث بشكل طبيعي هو القرار المنطقي في هذه الفترة.

في حال حدث الحمل من جديد بإذن الله وبأي طريقة فيجب متابعته بشكل دقيق بتحليل الدم يوما بعد يوم للتأكد من سيره ومن تعشيشه في الرحم.

وفي حال تكرر الحمل خارج الرحم لا قدر الله، فإن العلاج الدوائي بمادة المتوتركسات سيكون فعالا بنسبة تصل إلى 98% أو أكثر، في حال تم اكتشاف الحمل قبل وصول هرمون الحمل، قيمة الـ 1000 وحدة دولية.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً