الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي آثار وأضرار العادة السرية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من خير، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي بدأت بآخر سنة بالجامعة، وهي باختصار أني أمارس العادة السرية عند النوم، ولا أشعر بنفسي إلا عندما أصل لمرحلة إثارة شديدة، لا أستطيع بعدها التوقف!

الغريب بالموضوع أني أحياناً كثيرة أثناء الممارسة لا أشعر أني أفعلها، بل كأني في حلم، وأفكر بشيء بعيد تماماً عن الجنس، وهكذا حتى أصل إلى مرحلة ألَّا عودة.

أنا لا أمارس العادة السرية نهائياً أثناء اليقظة، لأني أخاف الله، والآن مخطوبة، (مكتوب كتابي)، ويحصل لي أحيانا ذلك عندما أتكلم مع خطيبي، على الرغم أننا لا نتحدث نهائياً بالجنس، فقط مجرد كلام الغزل.

سؤالي: هل أنا محاسبة أمام الله على هذا التصرف؟ وهل بهذا الفعل أكون لم أحفظ نفسي لزوجي؟ وماذا أفعل لأكون من الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ISLAM .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

إننا ننصحك بأن لا تذهبي للفراش إلا عند ما تكونين بحاجة فعلية إلى النوم، واحرص على أن تكوني على طهارة، وواظبي على أذكار النوم حتى تنامي على طاعة الله، وعندها تشعرين أن الشيطان سوف يسارع ليدفعك للنوم خوفاً من الفوز بالحسنات، فإن هذا العدو يحزن عندما يطاع الله سبحانه وتعالى، ونتمنى ألَّا تكوني وحيدة، لأن الشيطان مع الواحد.

عليك أن تنهضي من الفراش مباشرة إذا لم تكوني بحاجة إلى النوم، أو فرغت من أخذ الراحة الكاملة، وننصحك كذلك بتجنب تحريك الأعضاء التي تجلب الإثارة، كالرجلين وتجلب الاحتكاكات المثيرة، وابتعدي عن الملابس اللاصقة، وحافظي على نظافة المكان الخاص، وتوقفي عند البداية حتى لا تصلي إلى نقطة ألَّا عودة كما ورد في استشارتك.

أرجو أن يرتبط في ذهنك خطورة العواقب مع اللذة المتوهمة، فإن هذا مفيد من الناحية النفسية.

لا يخفى على أمثالك أن هذه الممارسة الخاطئة لا توصل إلى الإشباع، ولكنها تدفع للسعار وتجلب الأضرار، وإذا كان الوهاب قد أنعم عليك بالزواج فاجعلي شكرك لله عملاً بطاعته، واعلمي أن الاستمرار في هذه الممارسة خصم على سعادتكم في اللذة الحلال.

لا شك أن العلاقة بينها وبين التوسع في الكلام مع الزوج مفهومة، ومن هنا فنحن ندعوكم للمشاركة بإكمال المشوار، والتقليل من الاتصال والكلام حتى يبقى لكم الرصيد العاطفي كاملاً.

أما قولك إنك لا تشعرين بلذة، فهذا شأن الإنسان عندما يعصي الله، فإنه قد يصل إلى مرحلة لا يستمع فيها بمعصية، فتعوذي بالله وتذكري معنا كلام ابن القيم رحمة الله عليه، لا يستمتع العاصي بمعصيته إلا كما يستمتع الجرب بحك الجرب.

أرجو أن أؤكد سعادتنا بهذا السؤال الذي يدل على أن فيك خيراً كثيراً، ونحن نعتقد أن هذه الاستشارة بداية صحيحة، وخطوة موفقة في سبيل الوصول إلى العافية، واعلمي أنه لا عذر لأي إنسان إذا عصى الله فكيف إذا كانت المعصية بعد توفيق الله للإنسان بالزواج، وها نحن نكرر لك شكرنا، ونتمنى لك كل الخير، ونسأل الله أن يسعدك في حياتك الجديدة.

ومرحباً بك في موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً