الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف أني تخلصت من الكبر تماما؟

السؤال

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر".

أجد صعوبة في فهم الحديث، فكيف أتخلص من الكبر تماما؟ قد أتوب من كل شيء، ولكن كيف أدري أني تخلصت من الكبر تماما؟ ولكن أشعر أني لست متكبرا، ولكن هناك ذرة كبر أجد صعوبة في التخلص منها، فكيف أتخلص من ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يصرف عنك السوء وكل مكروه.

الحديث الذي ذكرته أيها الفاضل حديث صحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : {لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان‏‏}،‏ فالمقصود بالكبر هنا هو الكبر المباين للإيمان كما قال تعالي ‏:{‏‏‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏‏‏} ‏[‏غافر‏:‏60‏]‏، والكبر قد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله {الكبر بطرُ الحقّ وغَمط الناس} فصاحبه لا يقبل الحق، ولا يريده، ولا ينحني أمامه بل يفعل ما تمليه عليه نفسه معرضا عن الشرع إعراض المتكبر.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: فمن في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يفعل ما أوجب الله عليه ويترك ما حرم عليه، بل كبره يوجب له جحد الحق واحتقار الخلق، وهذا هو ‏[‏الكبر‏]‏ الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم حيث سئل في تمام الحديث‏."‏‏فقيل‏:‏ يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا‏.‏ فمن الكبر ذاك ‏؟‏ فقال‏:‏ لا إن الله جميل يحب الجمال "
فليس حب الجمال في الثياب أو النعل من الكبر، وضابط المسألة أن ترى نفسك أمام ما ظهر فيه أنه حق، فإذا تبين لك الحق من أي وجه وعلمت خطأك هل تكابر؟ أم شعارك سمعنا وأطعنا.

هذا هو المعيار والله يوفقك للخير، ويرشدك إلي طريق البر، ونحن سعداء بتواصلك معنا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً