الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ أول حمل لي وأنا ألدهم قبل موعد الولادة أو يخرجون أمواتا، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرسل رسالتي إلى الدكتورة رغدة، لعل الله أن يجعلها سببا في إعانتي.

مشكلتي أني امرأة متزوجة، ولدي أولاد، مشكلتي أني بدأت أقلق كثيرا، وهي أنها مرت سنة كاملة ولم أحمل بعد، وآخر طفل لي مات وهو في بطني، وأولادي كلهم ألدهم ما بين الشهر السادس والسابع والنصف شهر، لا يزيد عن ذلك أبداً، وعند حملي يكون معي ألم في ظهري وأسفل بطني، ولا أستطيع أن أمشي كثير، أحس بألم شديد، ماذا يمكن أن يكون السبب في ذلك؟

علما أني ولدت خمسة، ثلاثة ماتوا علي! واثنين بقوا - والحمد لله - ولكن حتى الآن لست حاملا، وبدأت أقلق وذهبت عند الأطباء ولكنهم يقولون لي: أنت بخير، وليس لديك شيء، فماذا يمكن يكون سبب مشكلتي؟

مشكلتي هذه بدأت منذ أول طفل حملت به حتى الآن.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة إن شاء الله.

وحسب ما فهمت من رسالتك فإنه قد حدث لديك خمس ولادات مبكرة، اثنتان حدثت فيها الوفاة للجنين بعد الولادة، وواحدة حدثت فيها الوفاة للجنين في داخل البطن، وطفلان تم إنقاذهما وهما بصحة جيدة - والحمد لله - جعلهما الله عز وجل قرة عين لك.

والحالة عندك هامة جدا، ويجب التأكد من أنه قد تم عمل كل الاستقصاءات الضرورية في مثل هذه الحالات، من تحاليل هرمونية (بما فيها هرمون الغدة الدرقية) وتحاليل للتخثر مفصلة، وتحاليل وظائف الكلى والكبد، وصورة ظليلة للرحم مع تنظير للحوض، وتنظير لجوف الرحم.

ما يمكن أن أنصحك به حاليا هو ضرورة عمل كشف طبي جيد من قبل طبيبة باطنية مختصة للتأكد من عدم وجود أي مرض أو مشكلة صحية في جسمك خارج الجهاز التناسلي، (وتحديدا أحد أمراض المناعة الذاتية)، والتي قد يحدث معها تخثر في الدم يؤثر على الحمل.

وبما أنك راغبة بالحمل الآن، فالأفضل أن تتناولي مضادا حيويا لمدة من 7-10 أيام قبل حدوث حمل جديد، ويمكنك تناول نوع( اريثروميسين )؛ وذلك لعلاج أي التهاب غير ظاهر في عنق الرحم قد يكون سببا في تكرر الولادة المبكرة.

كما يمكن البدء بتناول حبوب (الغلوكوفاج) قبل حدوث الحمل، والاستمرار عليها بعد حدوثه إن شاء الله، فقد تبين بأنها تساعد في تقليل نسبة الإجهاض عند بعض السيدات.

وعند حدوث الحمل مجددا يجب البدء بتناول: إما حبوب أسبرين الأطفال مع إبر الهيبارين، وذلك فور تشخيص الحمل، أو: تناول حبوب أسبرين الأطفال بالإضافة إلى حبوب تسمى (بريدنيزون) يوميا، وذلك لعلاج أي اضطراب مناعي قد يكون سببا في تشكل خثرات في المشيمة تؤدي إلى وفاة الجنين داخل الرحم.

ويجب أن يتم عمل ربط لعنق الرحم عند بلوغ الحمل 14 أسبوع.

وإن تأخر حدوث الحمل لأكثر من سنة بعد آخر ولادة، فيجب التأكد من نوعية التبويض، وذلك بعمل تحليل لهرمون البروجسترون في اليوم 21 من الدورة، فإن كان ضعيفا فيمكن إعطاء حبوب الكلوميد لتنشيط الإباضة ومتابعة الإباضة في التصوير، وترتيب الجماع بحيث يحدث في فترة الإخصاب بتواتر كل 36 -48 ساعة؛ وذلك لإعطاء أكبر فرصة لحدوث الحمل بإذن الله.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً