الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عجزت أن أسيطر على نفسي الأمارة بالسوء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا شخصياً تعبت من نفسي، كلما جلست بمفردي أو أذاكر دروسي، أبدأ بالتفكير بالجنس، وأفكر بالزواج، وأفكر بأشياء لا تنفعني، لدرجة أنني أرغب بممارسة الجنس، وأقول لماذا لا يزوجني أهلي؟؟

وعندما أفكر بذلك، أجدني أفتح مقاطع محرمة، وأستمر على ذلك يوم أو يومين، أشاهد فيها تلك المقاطع والأفلام مدة طويلة، ومن ثم أرجع وأتوب وأشعر بضيق في صدري، وتأنيب ضميري على ما فعلته.

والله لقد تعبت! حتى أن ذلك الأمر تسبب في جعل معدلي الدراسي لم يعد كما في السابق! وإذا جاء وقت الجدية، أقول لا أريد الزواج، أريد أن أجلس بالبيت مدللة ومكرمة!!

ساعدوني .. والله لقد تعبت وعجزت أن أسيطر على نفسي الشريرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام الحسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

لقد أحسنت بتأنيب نفسك ومعاتبتها على ما وقعت فيه من الذنوب، وهو بلا شك شيء تستحقين التأنيب من أجله، فإن معصية الله سبحانه وتعالى سبب للحرمان من كل خير.

وأنت أيتها الكريمة لا تزالين في أول طريق حياتك، فنصيحتنا لك أن تكوني حريصة على فعل ما يرضي ربك عنك، حتى تظفري بما عنده من الخير، فإن ما عند الله تعالى من الخير لا ينال بمعصيته، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه).

نحن نقدر حالتك التي تعيشينها، وحاجتك إلى الزواج، فإن هذا شأن كل الشباب والشابات في مثل سنك، وليس هذا غريبًا، ولكن ما تفعلينه ليس هو العلاج لهذه المشكلة.

ولذا فنصيحتنا لك أيتها الكريمة - وهي نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة، ونأمل أن تأخذيها بجد وحزم، وستجدين ثمرتها بإذن الله تعالى في حياتك:

النصيحة الأولى: أن تشغلي نفسك بالشيء النافع، وأنت قد أصبت كل الإصابة حين حكمت على كثير مما تفكرين فيه بأنه ما ينفع في عمرك، وهذا كلام صائب، ودليل على رجاحة في عقلك، ولذا فإن الحل الأول أن تحاولي إشغال نفسك بالشيء النافع في أمر الدين أو أمر الدنيا، في أمور دراستك، في الأنشطة الدعوية والعلمية.

وأنت في بلد - الحمد لله - فيه الكثير من أنشطة النساء، فينبغي أن تشاركي الصالحات من الفتيات والنساء، في الأنشطة الدعوية والتعليمية، وستجدين في هذا ما يملأ فراغك أولاً، ويقلل اشتغالك بهذه الأمور، ثم ستجدين العديد من الفوائد في دينك ودنياك. والنفس أيتها البنت الكريمة يقول عنها علماء التربية: (النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل).

النصيحة الثانية: أن تحاولي جاهدة بقدر الاستطاعة أن لا تختلي بنفسك لفترات طويلة، وأن تمارسي بعض الأعمال الرياضية في البيت، حتى إذا جئت إلى فراشك للنوم تأتين وأنت في حاجة إلى الراحة، فلا تجدين فرصة للتفكير في قضايا الجنس.

الأمر الثالث: نوصيك بتقوى الله تعالى، وأن تستشعري أنه يراك، فهو سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية، ولا تغيب عنه غائبة، استشعري مراقبته لك، ورؤيته لما تفعلين، فاستحي منه سبحانه وتعالى أن يراك على معصية، وإذا استشعرت هذا فإنك ستجدين ما يدفعك بإذن الله تعالى إلى تجنب المعاصي.

الوصية الرابعة: حاولي أن تعيني نفسك أيتها الكريمة بتقليل أسباب ثوران الشهوة، وذلك بمحاولة الإكثار من الصيام بقدر الاستطاعة، فهي وصية النبي - صلى الله عليه وسلم – للشباب، فقد قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

ومن الأسباب التي تعينك أيضًا على تقليل أسباب الشهوة: أن تتجنبي كل أسباب الإثارة المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وأنت بذلك ترضين ربك أولاً، ثم تعينين نفسك أيضًا على تجنب أنواع كثيرة من المعاصي.

أما بشأن الزواج: فوصيتنا لك أيتها الكريمة: أنه إذا سنحت لك الفرصة، وتقدم لك من ترضين دينه وخلقه، فنصيحتنا لك أن تبادري بالقبول دون تردد، فإن هذه من المسائل التي ينبغي أن تكوني حازمة فيها، فإنه لا شيء أنفع لك من الزواج، فبه تعفين نفسك، وتكونين أسرتك، وترزقين بإذن الله تعالى الذرية الطيبة.

ومنافع الزواج كثيرة، ولا تقارن أبدًا بما ترينه من منافع البقاء في بيت أهلك.

فإذا سنحت لك الفرصة، وسيق لك من يخطبك ممن يُرضى، فبادري بالقبول، وهي وصية النبي - صلى الله عليه وسلم – لعلي - رضي الله تعالى عنه - فقد أوصاه قائلاً: (ثلاثٌ لا يُؤَخرْن)، ومنها: (الأيم إذا وجدت لها كُفؤًا}، فالبنت إذا تقدم لها الكفؤ فلا ينبغي لها أبدًا أن تؤخر.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وييسر لك أسباب سعادتك في دنياك وآخرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ام محمد

    نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به

  • عادل

    ربمى هي كلمات ..

  • أمريكا بلقاسم عبد القادر خداوي

    جزكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً