الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الأفضل أن يتزوج الرجل امرأة في نفس تخصصه؟

السؤال

السلام عليكم

ما الأفضل للشاب حسب رأيكم له ولمجتمعه بين هذين الخيارين: أن يواصل الدراسة في اختصاص لا يحبه ويتزوج من فتاة صالحة تدرس في نفس هذا الاختصاص، أم أن يغير ويدرس اختصاصا يحبه؟

وهل يصح أن يبني الشاب حياته على أساس أنه سيتزوج فتاة بعينها؟ كأن يعمل ولو فترة طويلة من أجل أن يتقدم لها؟ وماذا لو تزوجت قبل أن يصل لها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يرزقك حبه وحب من يحبه!

أخي الحبيب: لا شك أن من توفيق الله للعبد أن يدرس ما يحب وما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير، فالأصل في اختيار التخصص ما يلي:

1- أن يكون معلوما لديك محببا إليك.
2- أن يكون وفق قدراتك وإمكاناتك.
3- أن يعود عليك وعلى أمتك بالخير.

فإذا توافرت تلك الشروط فتوكل على الله عز وجل، ولا ينبغي عليك أن تربط بين التخصص والزواج من امرأة في التخصص ذاته، فالربط هنا لا يصلح، فليس من شروط الزواج أن يتزوج المدرس مدرسة والطبيب طبيبة.

أما سؤالك أخي الحبيب: هل يصح أن يبني الشاب حياته على أساس أنه سيتزوج فتاة بعينها؟ فنقول لك: لا نود منك ذلك، ولا يجب أن تربط بناء حياتك على فتاة بعينها لعدة أسباب:

أولا: إن تفكيرك في امرأة بعينها يعلق قلبك ويشغلك، وفي هذا مدخل للشيطان كبير، وقد يتضخم الأمر بفعله حتى تشغل به عن فرائضك وضروريات حياتك.

ثانيا: أنت لا تعرف أين الخير؟ فقد يكون الخير فيها، وقد يكون في غيرها، فلا تضيق واسعا.

ثالثا: إن بناء حياتك على أمر قد تدركه أو لا، قد يعرضك ربما للصدمة؛ لأنه سيربك عليك أحاسيسك ومشاعرك، ليأخذك دون أن تشعر إلى رسم حياتك كلها بأصولها وفروعها على هذا التفكير، فإذا فقدته لن يكون فقد شيء بذاته، ولكنه سيكون في مخيلتك فقدا لحياتك القائمة عليه.

لكن يمكن أن يكون الدعاء: اللهم إن كنت تعلم أن هذه الأخت خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله؛ فاقدرها لي واقدرني لها، اللهم إن كنت تعلم أنها تصلح لي فهيء لي الأمر ويسره، وإن كانت الأخت لا تصلح لي فاصرفها عني، وارزقني خيرا منها وارزقها خيرا مني، ثم تترك الأمر ولا تفكر فيه، ويساعدك على ذلك عدة أمور:

1- إيمانك اليقيني أن ما كان لك فستدركه لا محالة، وأن زوجتك في علم الله قائمة، وأن الله لو قدرها لك فستكون، فإيمانك بالقضاء والقدر يساعدك على ذلك.

2- الانشغال بضرورياتك: فأنت طالب، وينبغي أن تنهي دراستك على أفضل ما يكون، وانشغالك بأي أمر فرعي ليس من مصلحتك وسيؤخرك لا محالة.

3- تجنب أوقات الفراغ ما استطعت، وأهم أمر ألا تدع قلبك فارغا، فإن القلب الفارغ محل لعب الشيطان.

4- المداومة على الصلاة في جماعة وكثرة الأذكار.

5- ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.

هذه الأمور تساعدك إن شاء الله على تجاوز تلك المرحلة، فإذا انتهيت من دراستك ساعتها ستتضح لك الأمور أكثر، وستكون في وضع يؤهلك لاتخاذ قرار صائب، والله نسأل أن يوفقك لكل خير، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وفي انتظار المزيد من رسائلك.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً