الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مضى على زواجي أكثر من سنتين وما زلت أجهض!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع الأكثر من رائع, والذي يعم بالفائدة على جميع الناس.

أنا سيده متزوجة, عمري 31 عاما, متزوجة منذ سنتين ونصف, وحملت بعد الزواج مباشرة وأجهضت عندما كان كيس حمل فقط دون نبض, ومن ثم حملت بعد ستة أشهر وأجهضت في بداية الشهر الثالث, وفي هذا الحمل كنت أتناول الأسبرين والادافول, وقد قمت بعمل تحاليل وأشعة مهبلي, وكل شيء على ما يرام, ومن ثم حملت بعد شهر وقرر الطبيب إضافة الكلكسان من باب الاحتياط, وأصبحت آخذ في هذا الحمل الكلكسان 0.2, والكورتيزون 5 ملغ, وادافول, واسبرين, واستمر الحمل على ما يرام حتى الشهر السادس, كانت الصدمة عندما كنت في زيارتي الدورية للاطمئنان على صحة الجنين, عندها أخبرني الطبيب بأن الجنين يعاني من نقص نمو, والسائل الأمينوسي شحيح, وهناك سماكة كبيرة في المشيمة, وقرر الطبيب أنا يضاعف جرعة الكلكسان, ولكن دون فائدة, وبقيت على هذا الحال لمدة شهر, وفي نهاية الشهر السابع توفي الجنين في بطني, وولدت ولادة طبيعية, وقمنا بعمل تشريح مرضي للجنين والمشيمة, وكانت النتيجة بأن الجنين سليم, والسبب هو نزف صاعق بالمشيمة, بالإضافة إلى احتشاءات مشيمية متعددة.

عندما سألنا ما السبب؟ قال على الأغلب أنه زيادة في جرعة الكلكسان, أو ارتفاع ضغط أدى إلى انفكاك المشيمة. قلنا قدر الله وما شاء فعل, وحملت بعدها مرتين, ولا يظهر كيس الحمل في كل مرة, ومن ثم بعد انقطاع الدورة بأسبوع يبدأ النزف, وكأن شيئا لم يكن, ذهبت إلى مركز متخصص بالإجهاض, وقام بعمل أشعة مهبلية دقيقة للرحم والمبايض, وكل شيء تمام, وقاموا بعمل كل تحاليل الإجهاضات المتكررة, أكثر من عشرين تحليل, وجميعها سليمة باستثناء anti-thyroglobulin antibodies كان معدله 73, وهو يجب أن يكون بين (0. 40 ) الآن الطبيب أخبرني بأن هذه تسمى الأجسام المضادة للدرق, ويجب أن نعود إلى نفس علاجنا السابق عند حدوث الحمل, بالإضافة إلى دواء التروكسين, رغم أن هرمونات الغدة طبيعيه.

الآن أود استشارتكم هل كلام الطبيب صحيح؟ وهل هذه النسبة من الأجسام المضادة للدرق تسبب ما حدث معي؟ وهل الكلكسان هو الحل رغم أني أخذته وسبب لي مأساة؟ الطبيب الآن يقول في هذا الحمل سيعطيني الكلكسان للشهر الثالث فقط. هل يجوز ذلك ولا يسبب إيقاف الكلكسان أي ضرر للجنين إذا تم إيقافه؟

عذرا للإطالة, ولكن قصتي طويلة, وأتمنى منكم أن ترشدوني للخط السليم من العلاج الذي يجب أن أسير عليه؛ لكي يستمر الحمل بعد مشيئة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

عوضك الله كل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب, ونشكر لك كلماتك الطيبة, والتي تدل على لطفك ولبقاتك, ونرحب بتواصلك معنا, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

بالفعل يا عزيزتي إن حالتك هي من الحالات التي تشكل تحديا للطب والأطباء, وذلك لعدم وجود سبب واضح للإجهاض, وبالتالي فإن المعالجة هي تجريبية, وأن نسبةً لا بأس بها من حالات الإجهاض المتكرر لا يتضح لها سبب رغم القيام بكل الاستقصاءات والتحاليل, ولذلك نلجأ إلى المعالجات التجريبية.

في كل الأحوال ما أود قوله لك هو: أن نسبة نجاح أي حمل قادم بالنسبة لك, ستكون أعلى من نسبة فشله بإذن الله, لذلك فإن أفضل نصيحة أقدمها لك هي محاولة الحمل من جديد وعدم اليأس.

إن وجود أجسام مناعية ذاتية في الجسم, ومنها الأجسام المضادة للغدة الدرقية, هي من النظريات التي يقال بأنها قد تؤدي إلى حدوث الإجهاض, والأفضل علاجها, حتى لو لم يكن هنالك مشكلة مرافقة في الغدة الدرقية, والسبب هو أنها ستقود إلى حدوث قصور في الدرق, وبنسبة عالية مستقبلا, كما أنها قد تشارك في تكرر الإجهاض بآليات مختلفة.

في حال وجود الأجسام الضدية عند السيدة, وكان لديها تكرر إجهاض فإنه ينصح باختيار أحد البروتوكولين العلاجيين التاليين:

الأول: البدء بحبوب أسبرين الأطفال فور تشخيص الحمل -أي فور ظهور ايجابية التحليل-, مع البدء بتناول حبوب البريدنيزون عيار بين 40-60 ملغ يوميا.

الثاني: البدء بحبوب أسبرين الأطفال أيضا فور تشخيص الحمل, بالإضافة إلى تناول أبر الهيبارين.

كما ينصح بتناول حبوب الكالسيوم عند بلوغ الحمل 15 أسبوع إن شاء الله, حبتين يوميا عيار 600 ملغ لتقليل احتمال انفصال المشيمة.

عند إعطاء الهيبارين يجب متابعة سيولة الدم باستمرار, وتفصيل الجرعة حسب ذلك, فالهدف هو أن نعطي جرعة وقائية وليس علاجية, ويجب أن تكون مدروسة بدقة, بحيث تمنع التجلط في الدم, لكن لا تسبب النزف, لذلك فإن هذا يستدعي الحذر والدقة, والقرار في اختيار أي من الطرق العلاجية السابقة يعود إلى الطبيب المتابع وخبرته فيها.

إن هذه البروتوكولات تنجح بنسبة عالية إن شاء الله, قد تصل إلى 80% إن كان السبب هو وجود أجسام مناعية مضادة تسبب التخثر في المشيمة.

كما أن الأفضل أن تتناولي دورة علاج من مضاد حيوي, مثل الاريثروميسين مدة أسبوع, قبل حدوث الحمل, وذلك كنوع من الاحتياط, لعلاج أي التهاب قد يكون كامنا وغير ظاهر في عنق الرحم, فبعض الالتهابات الخفية قد تسبب تكرر الإجهاض أو الولادة الباكرة.

وأرى أن تكون المتابعة في هذه الحالات مشتركة بين طبيبة النسائية مع طبيبة الباطنية.

نسأل الله عز وجل أن يروقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية العقيق اليماني

    شكر للمعلومه لان حالتي نفس الحاله

  • السعودية البيان

    يا أخواتي الجسم معقد والهرمونات دورها في الجسم أكثر تعقيدا .
    والبدرقوش يساعد كثيرا في ضبطها وتثبيت الحمل بإذن الله .
    وصرحت بهذا بحوث ذكر نتائجها الدكتور عبدالباسط .
    استمروا في شربه بحمل أو بدونها .
    فالله خير حافظ

  • مصر الحور العين

    انا نفس المشكله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً