الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أم زوجي وأكسبها طيلة فترة بقائها عندنا؟

السؤال

السلام عليكم.

ستأتي حماتي لزيارتنا، وتقيم عندنا شهرين، وقدومها يزعجني؛ لأنها قوية وكثيرة الملاحظة والانتقاد، ويجب علي الانتباه لتصرفاتي وكلامي، ونظافة بيتي وبنتي وطبخي أمامها.

أكره ارتباطي بها كل هذه المدة، لأنها تقيد حياتنا، مع العلم أني أحترمها وأخدمها، وأهتم لأمرها وراحتها، والعلاقة بيننا طيبة، لأنني شديدة المسايرة لها بالكلام الطيب والأفعال، أفيدوني بكيفية تحمل هذه الفترة، ومرورها بسلام وراحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا وثقتك فينا، وإن شاء الله تعالى نكون عند حسن ظنك بنا.

لقد أعجبني كمال عقلك، وصدق مشاعرك، وأفرحني صبرك على الأذى، وأبشرك أن الله لن يضيع ذلك، وسوف يسعدك بالأبناء البررة؛ فإن الجزاء من جنس العمل، وليت كل امرأة تتعامل بهذا الأسلوب الراقي، وتضحي براحتها وسعادتها من أجل زوجها ووالدته، التي هي في مقام الوالدة.

لقد أحسنت بما ذكرت من وجود علاقة طيبة بينك وبين حماتك، وأنك تحترمينها، وتكرمينها، وتقومين معها بواجب الضيافة، ولم تقصري معها، بالإضافة إلى مسايرتك لها، فكل هذه السلوكيات الطيبة تدل على حسن أخلاقك.

وبما أنها ضيفة عندك ستجلس عندكم فترة ثم تذهب، فحاولي أن تصبري عليها احتسابا للأجر، وبرا بها، لكونها في مقام أمك كما ذكرت لك، ومن أجل زوجك، احتراما له وتقديرا، واعلمي أنك كلما أكرمت أم زوجك كلما كبرت في عين زوجك، وتقرب منك أكثر، وبادلك بإكرام أهلك، وستخلد ذكراك عنده، لأنك أكرمت أعز إنسان عنده في الوجود وهي أمه، وقبل ذلك كله أنت كسبت رضا الله سبحانه وتعالى.

ونصيحتي لك خلال فترة وجود حماتك، أن تستفيدي من خبراتها، واستمعي لنصائحها، وتقبلي رأيها في مواقف حياتك، دون أن يقلل ذلك من شأنك، أو يضعف شخصيتك، بل على العكس، فإن ذلك سيعلي من مكانتك عندها، وستزداد منزلتك احتراماً وتوقيراً، وستكونين بالنسبة لها في منزلة الابنة.

قومي بواجبك تجاهها وفق ما يأمرك به دينك، فضعي تعليمات خالقك نصب عينيك، واجعليها دستورك ومنهاجك في الحياة، وستجدين أنك كسبت الكثير.

وبالله التوفيق .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً