الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كم يبقى السكر من النمط الأول قبل ظهور أعراضه الواضحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أدري كيف أشكركم أحبائي، ولا أملك لكم سوى الدعاء بأن يوفقكم الله، ويطمئن قلوبكم، ويرزقكم بدوام العافية في الدنيا والآخرة، ويدخلنا ويدخلكم جنات الفردوس آمين يا رب العالمين.

أحبائي أنا صاحب الاستشارة التالية:2135964، شكراً لكم على الإجابة عليها، أريد أن أسأل في هذه الاستشارة، كم يبقى السكر - النوع الأول - في الإنسان قبل ظهور أعراضه البارزة كالجفاف، وشرب الماء الكثير، والذهاب لدورة المياه - أكرمكم الله-؟

يعني هل يبقى لأكثر من سنة قبل اكتشافه؟ وهل للقلق والمخاوف، والوسوسة علاقة للإصابة به؟؛ لأنني أحيانا ألوم نفسي بأني أنا السبب؛ لأني كنت أوسوس وأتخوف من أشياء لا أساس لها - أستغفر الله-.

ولكني أعلم أن الأمر مقدر ومكتوب من رب العالمين، فحمداً له كثيراً على نعمه، كما أني أريد أن أبشركم بأني ولله الحمد لم أعد أقلق، أو أوسوس، وهذا بفضل من الله ورحمة منه له الحمد، وله الشكر كما ينبغي.

الآن أنا مقبل على الزواج بإذن الله، فأتمنى منكم الدعاء لي بالتوفيق والذرية الصالحة، وأحب أن أستفسر منكم، هل إذا حافظت على نسبة السكري طبيعية بإذن الله وبرعايته ورحمته، فلن يؤثر على حياتي الزوجية بإذن الله؟

وأنا أزف إليكم هذه الأخبار لأني وبكل صدق وأمانة أحببتكم في الله من كل قلبي، أرى في كلامكم عطف الأب الذي فقدته من سنوات عديدة - رحمه الله-، وأدخله الجنة، صدقوني أنا شخص كتوم، ولا أبوح بهمي لأحد غير الله، ولكن لما تابعت موقعكم وجدت فيه النصح والتوجيه، فأنا الآن أراكم في مقام أبي رحمه الله، وكلما استشرت استشارة أنتظر إجابتكم على أحر من الجمر، فشكراً لاهتمامكم وتجاوبكم أحبائي.

وأسأل الله أن يرفع عنا، وعن جميع المسلمين البلاء ويبعد عنا، وعنكم كل مرض، وكل مكروه، وكل شر، وأن يشفينا مما أصابنا، ويجعل العافية، والطمأنينة رفيقتنا في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلم تذكر يا أخ عبد الله متى ابتدأ السكري عندك، وإن كنت تتناول حبوب السكري أم الأنسولين، وإن كنت بدينا، ونسبة السكر التراكمي؟!

وأما بالنسبة للسكري من النوع الشبابي أو النوع 1؛ فإنه عادة ما تظهر الأعراض بسرعة، ولذلك بقي فترة طويلة قبل كشفه بالمقارنة مع السكري من النوع 2؛ لأن نقص الأنسولين في السكري من النوع 1 يؤدي إلى ظهور الأعراض كالعطش وشرب الماء، وكثرة التبول، ونقص الوزن بسرعة، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السكر إلى أرقام مرتفعة أكثر من السكري الثاني.

ونرجو لك في زواجك التوفيق، وأن يبارك الله لكما وعليكما، وأن يجمع بينكما بخير، وأن يرزقكما الذرية الصالحة.

وما هو مهم أن السكري لا يؤثر على الخصوبة، أي على إنجاب الأولاد، وضبط السكري بشكل جيد، أي إبقاء السكر بالنسبة الطبيعية يمنع أو يقلل من حدوث أو يؤجل ظهور الكثير من المضاعفات.

فالسكر الصباحي يجيب أن يبقى بين 70- 130، وما بعد الطعام بساعتين أقل من 180، والسكر التراكمي HBA1C أقل من 6.5.

وفي إحدى الدراسات على مجموعة كبيرة من مرضى السكري النوع 1( مليون و400شخص ) وجد أن المرضى الذين كان السكر عندهم منضبطا قد قلت احتمال حدوث المضاعقات.

- 75% أقل حدوثا لتأثر إصابة العين.
- 50 % أقل حدوثا لإصابة الكلية.
- 66 % أقل لحصول إصابة الأعصاب.

وهذا يدلك على مدى ضرورة التحكم بالأعراض.

ومهم جدا أن هذه المضاعفات لا تظهر إلا بعد مرور 5 - 10 سنوات على السكري غير المنضبط.

ومهم جدا أيضا أن تعلم أن العامل النفسي له دور كبير في التأثير على القدرة الجنسية في مثل تلك الحالة؛ حيث يشعر المريض أن إصابته بمرض السكر هي نهاية المطاف.

ولكن المهم هو أن تجعل مرض السكري صديقا عن طريق المداومة على العلاج، وبتنظيم الأكل والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص والنفسية السليمة؛ ليتمكن أن يعيش بشكل طبيعي جدا.

ولتفادي حدوث هذا الضعف الجنسي الناتج عن هذا الخلل في الدورة الدموية الذي يسببه مرض السكر لابد من:

1- إزالة أي ضيق نفسي يشعر به المريض تجاه هذا المرض، وإبعاد جميع العوامل المسببة للقلق والاضطراب النفسي.
2- ضبط نسبة السكر في الدم بالمتابعة مع الطبيب.
3- معالجة ضغط الدم وضبطه إن كان هناك خلل ما به.
4- معالجة إي التهابات في الجهاز التناسلي إن وجدت.
5- ويجب أن تعلم أن الضعف الجنسي الناتج عن مرض السكر له علاج وبطرق مختلفة ومتعددة أيضاً.

لذا لا تشغل بالك، وهناك أمل كبير أن لا تصاب بأي مضاعفات وتبقى طول عمرك بدون مضاعفات إن شاء الله، إلا أن أهم شيء تبقى مع الله وتتابع مرضك مع الطبيب بشكل منتظم.

نرجو من الله التوفيق في زواجك ودوام العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً