الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختلق أشياء وأراقب نفسي وهذا أمر مزعج فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

شكر الله جهودكم، وأسأل الله أن يثيبكم على ما تقدموه للأمة الإسلامية، أما بعد:
مشكلتي أنني إنسان محب للسعادة بحدودها، فهي تنتابني تلك اللحظات، ولكن أشعر بحبي لتلك المعاناة التي عشتها من تحليلي وتفكيكي لهذه الأمور المزعجة في الصدر، ويشهد الله أن أغلب الأحيان يكون ذهني صافيا من أي شيء، ومع ذلك أشعر بتلك الضيقة القاسية.

فشخصيتي لا تحب من أحب أن يصير لهم مشـاكل، سواء مكاره لأي ظرف، أو أشاهده يصارع حالات الضيقة والاكتئاب.

أنا عن نفسي أحب - التعليـق على فلان وفلان -ومكاني مرتكز وثابت، ومشهود لي بذلك، لكن مررت بصدمات نفسية ولدت لي شكوكا وأوهاما لا أعلم صوابها من خطأها!

وصارعت ثم كافحت بكل ما أمتلك من شجاعة، وبكل لحظه أحمد الله على كل حال؛ لأنها أيقظتني لصلاتي، وبري لوالدي، ومجاهدة النفس عن الحرام، وأن أترك أثراً حسنا بإذن الله وبمشيئته في هذه الدنيا، كل هذا بفضل ثقتي بالله حين أدعوه في سجودي.

أريد أن ألخص حالتي لمعظم الأحيان:

أنا عندما أسمع كلاما موجها لي من نفس غائرة، أو تريد إحباطي وأنا نيتي سليمة ومرتاحة وأبحث عن السعادة سواء كان في واجب وليمة أو جالس مع زملائي، حتى أن أصبحت غير مطمئنا، مع من أحب وأحبهم لي وأشخاص جدد غير مطمئن، حيث إن أردت أن أجعل جسمي بشكل طبيعي لا أستطيع أحيانا، يدي ترتعش، وساقي يرتعش، وتفكيري يصبح مشوشا، تعليل: (كله بسبب الخوف من الانتقاد من شخص يهمني وأنا أهمه، وأنا أريد لنفسي الشيء العزيز لإكمال مسيرتي بكل عزة وسلام وراحة).

وهنالك أمرا يزعجني أكثر، وهو أنني أخلق اعتقادات، ومراقبة نفسي لا أساس لها، ما بين الجانب الإيجابي والسلبي، مع هذا وذاك، لكن مع ذلك أحاول أن أطردها وإن لوحظت على بصمتي فقط، والأمر الأخير من سبق معهم من الأشخاص الذي بتصوري أنه علم أنني أعاني لا أستطيع أن أتحاور معه بسبب ذلك المرض اللعين، ولا أريد أن تكون منطق كلامي محرجا بالتلعثم، ونادر ما يكون كذلك، وثم إنني كل ما مشيت على رجلي وعلى دابتي أعيش بتفسيرات محتمل أنها طبيعية، ولكن شدة تدقيقي جعلتها أوهاما مزعجة، لاحول ولا قوة إلا بالله.

ومع كل هذه الأشياء المزعجة وأنا أنظر لها أنها تفاهات أمراض وأستحقرها، ومطبق لقوانينكم جزاكم الله خيرا، لكن نوباتها مزعجة مميتة.

والله إنني أعرف الجانب الآخر لهذه المشكلات لكن لا أستطيع الوصول إليه، فما الحل؟

أسأل الله الشفاء لي على أيديكم ( اللهم آمين )، وثبتكم على دينه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أخي من وجهة نظري أن معاناتك أتت من أن شخصيتك حساسة بعض الشيء، في ذات الوقت لديك بعض العمق الوسواسي في تفسير الأمور، ومحاولة الغوص في أغوارها، وتفكيكها وتحليلها، وهذا أيضا تم تدعيمه من خلال شدة التدقيق ومراقبة الذات، بصورة لصيقة ومفرطة، وهذا كله يؤدي إلى شعور بعدم الارتياح والقلق، مما يدفعك للبحث عن لحظات من الارتياح والسعادة.

أخي أنا لا أعتقد أن حالتك هي حالة مرضية لم تصل الحمد لله لهذه المرحلة، لكنها ظاهرة لا يمكن أبدا أن نتجاهلها؛ لأن التفكير على النمط الوسواسي مزعج جداً لصاحبه، ويجعله حساس جداً، عامل القلق والخوف كثيراً ما يكون مصاحب السجائية الوسواسية.

أخي أعتقد أن إدراك الإنسان لمشكلته، ومحاولة فهم الذات وتقبلها، وأن يسعى لتطويرها هذا في حد ذاته يمثل جزءا كبيرا جداً من الحل، دائمًا تعالج من خلال التجاهل والتحقير، واستبدالها بفكر أو فعل مضاد، وأعتقد أنك لو حاولت الأمور ببساطة أكثر، وأن تصرف اهتمامك إلى اهتمامات أخرى، خاصة في هذه المرحلة التركيز على الدرس تعتبر مطلب أساسي، يمكن أن يساعد نفسك كثيراً بتنظيم الوقت بصورة صحيحة، وممارسة التمارين الرياضة، وتطبيق تمارين الاسترخاء، هذه من وجهة نظري سوف تساعدك كثيراً، وسيكون من الجيد أن تتناول دواء محسنا للمزاج، ومزيلا للخوف، يجعل إن شاء الله تعالى تفكيرك لا أقول سطحياً، لكن يكون في حدود العمق الفكري الإنساني والمقبول والمعقول، بمعنى آخر نريد أن نبعدك عن التدقيق ومراقبة الذات، وتشريح المعلومات، هنالك دواء يعرف باسم فافرين Faverin، والاسم العلمي هو فلوفكسمين Fluvoxamine سوف يساعد كثيراً، والجرعة المطلوبة هي ( 50) مليجرام ليلاً، تناولها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة من فئة (100) مليجرام، واستمر عليه لمدة أربعة أشهر ثم خفضها إلى (50) مليجرام ليلاً، لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك خفضه (50) مليجرام يوم بعد يوم، لمدة شهر ثم التوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأؤكد لك أن موضوعك إن شاء الله تعالى بسيط جداً، ويعرف أن هذه الحالات تختفي تلقائياً بمرور الأيام، بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً