الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابنة زوجي؟

السؤال

أفتوني -جزاكم الله خيراً- في كوني متزوجة من رجل ملتزم، وابتلي بابنة من زوجته الأولى المتوفاة، حيث أنها زنت -أجارنا الله وهداها- مرة قبل مجيئي إلى فرنسا والعيش معهم، ووعدتنا بألا تعيدها وأنها تابت، ولكنها أعادتها أكثر من مرة، فماذا أفعل؟ لا يمكنني طردها لأنها قاصر قانونياً ولا أستسيغها، ولا أرتاح لبقائها، حتى أني أريد أن اترك زوجي بسببها، ولدي طفل.

أفتوني في أسرع وقت ممكن، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك غيرتك على محارم الله تعالى، وكراهيتك لهذا المنكر، ولكننا نخالفك في طريقة معالجته، ننصحك بأن لا تكون تصرفات هذه البنت مؤثرة على علاقتك بزوجك، فإنه لا ينبغي أن يحاسب على أعمال غيره، ثم ليست هذه هي الطريقة لإصلاح الحال، فحاولي جاهدة أن يجعلك الله عز وجل سببًا للخير والصلاح، وهذه الفتاة بحاجة لمن يأخذ بيدها، ويجنبها الوقوع في هذه الفاحشة، فلا ينبغي لمن حولها ممن يدركون مصلحتها أن يكونوا عونًا للشيطان عليها، فإن طردتموها من البيت -ولو كانت كبيرة- فإن ذلك لن يزيدها إلا إغراقًا في الفاحشة، وإمعانًا في الفساد، ومن ثم فليس من الخير أن تُطرد من البيت، فحاولي جاهدة -بارك الله فيك- إعانة زوجك على إصلاح ابنته وحفظها.

ننصحك أيضاً بأن تباشري أنت محاولات إصلاحها مبتغية بذلك وجه الله تعالى، ولك في ذلك عظيم الأجر وكثير الثواب، فحاولي أن تترفقي بهذه الفتاة، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فحاولي أن تترفقي بها لإيصال كلمة الله تعالى إلى قلبها وأذنها، وتعريفها بقبح هذا الذنب الذي تفعله، وأنها تعرض نفسها لسخط الله، وذكريها بعقوبات هذا الفعل في الدنيا والآخرة، وحاولي مع زوجك أن تربطي هذه الفتاة بالرفقة الصالحة من الفتيات الصالحات اللاتي يمكن أن يؤثرن عليها.

نحن نظن بأنك ستنجحين -بإذن الله تعالى- نجاحًا كبيرًا في إصلاح هذه الفتاة، إذا شعرت بأنك حريصة على الخير لها، وأنك تقومين مقام أمها، وهذا من الأسباب، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، ولكن الهداية مردها إلى الله تعالى أولاً وآخرًا، وكما قال سبحانه وتعالى في كتابه: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.

اجعلي من نفسك سببًا للخير، كي تتعرضي لثواب الله تعالى العاجل والآجل بأن يبارك لك في عمرك وفي ذريتك وفي أوقاتك، فتحاولي إصلاح هذه الفتاة بما تقدرين عليه من الوسائل من النصح والوعظ، وإسماعها المواعظ التي تذكرها بالآخرة، ومحاولة إيصال مشاعر الحب لها والحنان، فإنها ليُتمها ربما كانت الظروف الأسرية، والأحوال النفسية التي تعيشها، من الدوافع أيضًا في الوقوع في هذه الجريمة، فإنها تحاول أن تعوض مشاعر الحنان التي فقدتها، مع عدم التربية الإيمانية الكافية لردع عن المعصية، وغير ذلك من العوامل المحيطة بها في تلك البيئة التي أنتم فيها، فإذا حاولت أن تعوضيها عن شيء مما فاتها، ربما كان في ذلك عونًا لها على ترك هذه المعصية.

حاولي أن تعيني زوجك على إصلاح هذه الفتاة بالضغط عليها، ومنعها من الخروج من البيت، وبغير ذلك من الأساليب الممكنة، فإذا جاء سن الزواج ينبغي لوالدها أن يسارع في تزويجها بقدر الاستطاعة.

أما ما تفكرين به من مفارقة زوجك، أو الخوف على طفلك لهذه الأسباب، فهي أمور غير متفهمة من قبلنا، ولا ننصحك أبدًا للإقدام عليها، أو السماح للشيطان بأن يغرس في قلبك النفرة أو البغض لزوجك أو الحياة معه لهذه الأسباب.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وأن يصلح هذه الفتاة ويردها إليه ردًّا جميلاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً