الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاءتني حرارة في الوجه بعد موقف تعرضت له، فما تشخيص هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من أعراض حدثت لي قبل السنة ونصف السنة من الآن، بعد حدوث موقف استهزاء من ثلاثة من زملائي في المدرسة، وقد أصبت وقتها بالضعف، وأحسست بعدها أنهم ينظرون إلي بنظرات ازدراء، وأصبت بعدها بأعراض حرارة شديدة في الوجه عند مواجهتهم الثلاثة معا في إطار المدرسة، على العكس إذا كانوا اثنين فأقل، أما خارج المدرسة لا يحدث ذلك الإحساس مقارنة بالمدرسة، وأيضا من الأعراض ضيقة في الصدر يصعب من خلالها التحدث مع الآخرين، وأيضا أشعر بصعوبة في التفكير دائما ما تحدث لي هذه الحالة، وأيضا الإحساس بعدم التحفيز الداخلي، وكره الجلسات الشبابية.

سؤالي: ماذا تسمى هذه الحالة وما هو علاجها؟ أتمنى الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الراقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك.

يبدو أنك تعرضت لما نسميه "صدمة نفسية" وهي عندما يتعرض الإنسان لموقف إما أن يعرضه للأذى الفعلي الجسدي، أو الإيذاء المعنوي، كما حصل معه من موقف الاستهزاء من قبل هؤلاء الزملاء الثلاثة، وأحيانا بسبب مجرد مشاهدة الموقف المخيف أو المزعج.

ولذلك فأنت تشعر ببعض الأعراض المزعجة كلما التقيت وجها لوجه مع هؤلاء الزملاء، أو من مجرد أن ينظروا إليك، فهذا يذكرك بما حدث من قبل، وكذلك فأنت تحاول تجنـّبهم، لكي لا تشعر ببعض هذه المشاعر. في حين لا تشعر بهذه الأعراض عندما تكون خارج المدرسة، وبعيدا عن هؤلاء الزملاء.

ولعلاج مثل هذه الصدمة، فإن عليك أن تحاول أن لا تتجنب مثل هذه المواقف، فهذا التجنب لن يخفف من أعراض هذه الصدمة، وإنما ستزداد شدة وغلظة.

وإنما حاول مواجهة هذا الموقف، مواجهة هؤلاء الزملاء وغيرهم، ويمكنك هنا أن تستعين ببعض الأصدقاء أو الزملاء الآخرين، كي لا ينفرد بك هؤلاء الثلاثة، فتكون في جمع من الشباب.

وأعط نفسك بعض الوقت لتهدأ هذه الأعراض، فهي لن تختفي من المواجهة الأولى، بل على العكس قد يزداد شدة في البداية، ومن ثم تبدأ بأن تخفّ رويدا رويدا، ومع الوقت ستتحول هذه التجربة التي مررت بها من تجربة سلبية إلى تجربة إيجابية تعينك في مسيرة حياتك، وأنت الشاب اليافع السن.

حفظك الله وذلل لك الصعاب!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً