الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما خفضت جرعة السيروكسات عادت آلام المفاصل فما العلاقة بينهما؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر جميع القائمين على موقع الشبكة الإسلامية.

أعاني من (الروماتويد) منذ ثلاث سنوات، وأستخدم بلاكونيل حبتين في اليوم، وكذلك أعاني من القلق منذ عشر سنوات، وأستخدم 37.5 ميلقرام سيروكسات سي ار، المشكلة عندما رغبت في تخفيض السيروكسات إلى 25 ميلقرام، رجعت الآلام في المفاصل والروماتويد، علماً أنني رفعت جرعة البلاكونيل، وعندما رفعت السيروكسات وخفضت البلاكونيل لا أحس بالآلام.

ما هي العلاقة بين الروماتويد والسيروكسات؟ وهل الآلام اليسيرة جداً في المفاصل نتيجة البرد، والتي يمكن تجاهلها تسبب مضاعفات في المستقبل؟ وهل دواء البلاكونيل يفقد فعاليته مع الزمن، ويلجأ المريض إلى أدوية قوية؟

وشكراً مقدماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالنسبة للرزمة العلاجية لأمراض الروماتويد يعرف أن مضادات الاكتئاب تساعد كثيرًا في كثير من الحالات، وهذا لا يعني أبدًا أن الذين يعانون من الروماتويد بالضرورة أنهم يعانون أيضًا من الاكتئاب النفسي في ذات الوقت.

الأدوية المضادة للاكتئاب لها فعاليات وخواص غير مفهومة، فمثلاً مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تعالج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، وبصورة فعالة جدًّا، ولا نستطيع أن نقول إن كل طفل يعاني من التبول اللاإرادي هو طفل مكتئب، اتضح علميًا أن هذه الفعالية مركزية – أي على مستوى خلايا الدماغ – ولا علاقة لها بالاكتئاب، وكذلك بالنسبة للعلاقة بين الروماتويد ومضادات الاكتئاب نستطيع أن نقول إن بعض مرضى الروماتويد قد يعانون من شيء من عسر المزاج أو الكدر أو شيء من هذا القبيل، لكن في ذات الوقت معظمهم لا يعانون من ذلك، وبالرغم من ذلك فقد وجد أن مضادات الاكتئاب تساعد كثيرًا مرضى الروماتويد كجزء من الحزمة العلاجية التي يقررها الأطباء.

لذا ليس مستغربًا أبدًا أنك تستجيب بصورة جيدة وممتازة للزيروكسات، ومضادات الاكتئاب بصفة عامة لها خاصية أنها مضادات للألم أيضًا في كثير من الحالات، خاصة إذا أعطيت مع الأدوية المناسبة الأخرى، والذي أميل إليه أن استجابتك للزيروكسات هي جزء من الاستجابة المعروفة لحالات الروماتويد حين يتم إضافة عقار الزيروكسات.

جرعة سبعة وثلاثين ونصف مليجرام من الزيروكسات هي جرعة جيدة حقيقة، جرعة وسطية، لأن الجرعة يمكن أن تكون حتى خمسين مليجرامًا من الزيروكسات CR، لكن معظم الذين يعانون من الروماتويد أعتقد أن جرعة خمسة وعشرين مليجراماً سوف تكون جيدة ومناسبة، أنت واجهت بعض الصعوبات حين خفضت الجرعة، لكن أعتقد أنه بعد فترة من الوقت سوف يحدث لك تواؤم جيد مع هذه الجرعة.

أود أشير أيضًا إلى معلومة أخرى، وهي أن مضادات الاكتئاب من النوع الذي يعمل على تثبيط السيروتونين والنورأدرينالين انتقائيًا، وجد أنها ذات فعالية أكثر في الأمراض التي يكون فيها نوع من التجسيد - أي الآلام الجسدية - ومنها بالطبع الروماتويد، والدواء الذي جُرب بداية هو العقار الذي يعرف باسم (فلافاكسين) هذا اسمه العلمي، وتجاريًا يسمى (إفكسر) ويوجد دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (دولكستين)، واسمه العلمي هو (سيمبالتا) هذين الدوائين يُقال مع وجود مؤشرات علمية إيجابية أنهما ربما يكونان أفضل فعالية في علاج حالات الروماتويد، وذلك مقارنة مع مضادات الاكتئاب الأخرى.

لا أقول لك انتقل مباشرة لهذين الدوائين، إلا أنني وددت فقط ومن قبيل تطوير المعرفة أن أذكر لك ذلك، أضف إلى ذلك أن مضادات الاكتئاب القديمة من المجموعة التي تعرف بثلاثية الحلقات هي أيضًا ذات فائدة ممتازة جدًّا في علاج بعض حالات الروماتويد، ومنها العقار الذي يعرف (إميتربتالين) وعقار آخر يعرف باسم (نورتربتالين) وعقار ثالث يعرف باسم (ترايإمبرامين).

سوف أحيل استشارتك إلى الأخ الدكتور محمد حمودة، وهو من الأطباء المختصين والمتميزين في أمراض الروماتويد، وسوف يفيدك في بعض الجوانب المتعلقة باستشارتك، خاصة حول جرعة البلاكونيل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
______________________________
انتهت إجابة الدكتور: محمد عبد العليم استشاري الأمراض النفسية، وتليها إجابة الدكتور: محمد حمودة:

كما تعلم فإن التهاب المفاصل (الروماتويد) من الأمراض المزمنة، والتي تبقى مع الإنسان كل العمر في معظم الحالات، وعلى ما يبدو ومن الصورة التي رسمتها عن وضع المفاصل أنه لم يكن هناك ألم عندما كنت تتناول السيروكسات 37.5 ملغ، والبلاكوينيل مريتن في اليوم، وحصلت آلام عندما أنقصت جرعة السيروكسات، ولم تذكر أن هناك تورماً في المفاصل أو تيبساً في الصباح.

كان من المفضل أن نعرف عن تحاليل الدم، وخاصة سرعة ترسب الدم، فكل هذا يعطي صورة واضحة عن وضع الروماتيود، إلا أنه على ما يبدو أنه خفيف عندك، لأن البلاكوينيل من الأدوية التي تستخدم في الحالات الخفيفة من الروماتيود، وهي فعالة عندك، لذا يفضل الاستمرار عليها.

أما عن السيروكسات فهو يساعد أيضاً على ما نسميه برفع عتبة الألم الجسدي عند الإنسان، وكثير من الآلام المزمنة، تستخدم فيها مثل هذه الأدوية كما ذكر الأخ د.محمد عبد العليم.

أما بالنسبة لدواء البلاكوينيل فإن الجرعة المناسبة هي عادة حبتان في اليوم، مع ضرورة الفحص الطبي كل سنة للعينين، وأما عن الألم اليسير في البرد فإن لم تترافق مع انتفاخ في المفاصل فلا ضرر من ذلك، وبشكل عام فإن معظم آلام المفاصل يزداد ألمها مع برودة الجو، ويزداد أيضاً الشعور بالتيبس الصباحي، ولذا ينصح مرضى الروماتيزم قدر الإمكان بتجنب البرد.

البلاكوينيل مازال من الأدوية التي تستخدم عند مرضى الروماتويد، سواء لوحده في الحالات اليسيرة أو يستخدم مع الميثوتريكسات إن لم يتحسن المريض للميثوتريكسات.

بارك الله فيك وشفاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً