الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نقوم سلوك الطفل نفسياً؟

السؤال

أنا أخوكم من تونس، لدي ابن أخي عمره 4 سنوات و 9 أشهر، منذ شهر تقريباً أصبح منعزلاً ولا يريد إلا مشاهدة الأفلام الكرتونية، لا يريد اللعب مع أصدقائه ولا الخروج معنا للتنزه، حتى في المدرسة التحضيرية المروضة تبعث لنا بملاحظات على انعزاله، علماً أنه كان شديد الولع باللعب والتنزه، فهل هذه الحالة خطيرة؟ كما أرجو شرح هذه الحالة والنصيحة والإرشاد، مع العلم أنه قبل هذه الفترة بقليل قمنا بختانه وسافر والداه عديد المرات، ربما كان هذا أحد الأسباب.

بارك الله فيكم، وشكر سعيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالطفل مثل الكبار يتأثر بالأحداث الحياتية، والأحداث الحياتية لها قيمة نفسية خاصة، أثراها كبار كتّاب علماء النفس بالكثير من الاهتمام وصُدرت في حقها الكثير من البحوث، والأحداث الحياتية نعني بها حدث يتعلق بالطفل نفسه أو بمحيطه في حالة الأطفال، فمثلاً إذا أصاب الطفل مرض ما هذا يعتبر حدثاً كبيراً في حياة الطفل، إذا افتقد الطفل أحد والديه هذا حدث كبير في محيطه، وفي بعض الأحيان حتى انتقال الأسرة من بيت إلى آخر هذا يعتبر حدثًا كبيرًا جدًّا في حياة الطفل... وهكذا.

إذن الطفل يتفاعل تفاعلاً نفسيًا مباشرًا مع الأحداث الحياتية إن كانت تتعلق بذاته أو بمحيطه، وهنالك تفاوت بين الأطفال في درجة التفاعل هذه، هذا يعتمد على المرحلة العمرية، وشخصية الطفل وتطبعه ونضوجه الوجداني الذي يناسب مرحلته العمرية ومقدراته المعرفية.

هذا الطفل -حفظه الله- طبيعي وليس لديه أي مشكلة، والحدث الحياتي الذي مر به -وهو موضوع الختان- كحدث يخصه، وبيئته أيضًا حدثت فيها أحداث حياتية وهي سفر الوالدين مرات عديدة، أعتقد أن مثل هذه الأحداث لا يمكن المرور عليها مروراً عابرًا ونعتبرها غير مؤثرة في حياة الطفل، نعم بعض الأطفال الختان بالنسبة لهم أمر عادي، ولكن بعض الأطفال قد يصابون بشيء من الخوف والرعب، وتكون التجربة بالنسبة لهم سلبية جدًّا، وهذا ربما يؤثر فيهم، ويبدأ الطفل ينظر بسلبية شديدة إلى الذين كانوا سببًا في ختانه، وهذا قد يؤدي إلى العزلة.

سفر الوالدين المتكرر يسبب للطفل تنازعًا داخليًا، من الذي سيهتم به؟ من الذي سيرعاه؟ هل هناك بدائل لوالديه؟ أشياء كثيرة تدور في خلد الطفل، وهذا قد يؤدي إلى انعزاله، وبعض الأطفال يظهر عليهم الأمر في شكل ما نسميه باضطراب المسلك أو النكوص، مثلاً تجد الطفل يرفض الكلام، أو يبدأ في التبول اللاإرادي الليلي أو حتى النهاري، هذه نشاهدها كثيرًا، بعض الأطفال تكون الأحداث الحياتية مؤثرة فيهم جدًّا، كولادة طفل آخر أصغر منه، وهكذا.

هذا الطفل -إن شاء الله تعالى- أموره سوف ترجع كما كانت، وسيكون على ما يرام، يجب أن لا نناقشه في أمر الختان ولا في سفر والديه، إنما نحاول أن نطمئنه، دعوه يختلط مع بقية الأطفال، هذا مهم جدًّا، فالطفل يتفاعل مع الطفل، ولا يمكن أن ينعزل حين يجد محيطًا فيه أقرانه، فحاولوا أن تجعلوه يتفاعل مع بقية الأطفال.

يجب أن يكون هنالك نوع من التحفيز له، باحتضانه، تقبيله، الابتسامة في وجهه، ومن الضروري جدًّا أيضًا ملاعبته، وملاعبة الطفل تتطلب من الكبار أن ينزلوا إلى مستوى الطفل في حركاتهم وتصرفاتهم وابتساماتهم وطريقة اللعب ذاتها، هذا أعتقد أنه سيكون مفيدًا لهذا الطفل، وعليكم بالدعاء له، وأسأل الله أن يحفظه وأن يوفقه وأن يجعله من الناجحين ومن الصالحين.

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً