الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الطهارة... كيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم.

‏أعاني‏ ‏من‏ ‏وساوس‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شي‏ء ‏تقريبا‏، ‏لكني‏ -‏بفضل‏ ‏الله‏- ‏تعافيت‏ ‏تقريبا‏، إلا ‏أني لا أستطيع‏ أن‏ ‏أتعافى‏ ‏من‏ ‏شيئين‏:

‏الشيء ‏الأول‏: ‏انتقاض‏ ‏الوضوء‏، ‏فأنا‏ ‏لا أستطيع‏ أن‏ أطمئن‏ ‏في‏ ‏صلاتي‏ ‏لهذا‏ ‏السبب‏؛ ‏لأنه ‏كثير‏ا ‏ما ينتقض‏، ‏وأنت‏ ‏تعرف‏ ‏الصلاة ‏تكون‏ ‏شاقة، ‏فأحيانا‏ أبكي‏، ‏سألت‏ ‏شيخا‏ ‏وقال‏ ‏لي‏ ‏لا تعيدي‏ ‏مهما‏ ‏كان‏، وارتحت‏، فهل‏ ‏فعلي‏ ‏صحيح؟

والشي‏ء ‏الثاني‏: ‏الجنابة، ‏فأنا‏ أغتسل‏ ‏كل‏ ‏يوم، وأحيانا‏ ‏مرتين‏ ‏في‏ ‏اليوم‏، ‏والسبب‏ ‏أني‏ ‏أكون‏ ‏متوترة‏ ‏أن‏ ‏ينزل‏ ‏المني‏، ‏فأصبحت‏ أشعر‏ ‏بحركة ‏لا إرادية ‏في‏ ‏الفرج‏، ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏خوف‏ ‏من‏ ‏نزول‏ ‏المني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يشفيك من الوسوسة وأن يُذهبها عنك، فإنها من شر الأدواء التي إذا سيطرت على الإنسان أفسدت عليه دينه ودنياه، ولا علاج لها -أيتها الأخت الكريمة- مثل الإعراض عنها وتركها بالكلية، ومن ثم إذا توضأت فلا تلتفتي بعد ذلك إلى أي وسواس يحاول الشيطان من خلاله أن يوحي إليك بأن وضوءك قد انتقض، فإن اليقين لا يزول بمجرد الشك، فلا يرفعه ولا يزيله إلا يقين مثله، فإذا انتقض وضوءك وتيقنت من ذلك يقينًا تستطيعين أن تحلفي عليه بأنه قد انتقض، فحينها تعيدين الوضوء، وإلا فلا تعيديه قبل ذلك.

وما أخبرك به هذا الشيخ من أنك مطالبة بالإعراض عن الوسوسة وعدم العمل بمقتضاها كلام صحيح، وصلاتك صحيحة، وأنت إذا فعلت هذا الدواء وتناولته بإحسان فإنك ستشفين بإذن الله تعالى من هذا الداء، وكوني على ثقة بأن الله تعالى لا يريد بك المشقة، فما جعل على عباده في دينه من حرج، وأخبر أنه يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، والشيطان يريد خلاف ذلك.

فإذا دخلت في صلاتك فلا تلتفتي إلى ما قد يوسوس به الشيطان لك بأنك لم تفعلي كذا، أو لم تفعلي كذا، وإذا توضأت فلا تلتفتي إليه إذا قال لك بأن وضوءك قد انتقض.

وأما ما تفعلينه من الجنابة فخطأ، والمطلوب منك ألا تلتفتي أيضًا لهذا الوسواس، فلا يجب عليك الاسترسال لمجرد هذا التوتر الذي تشعرين به، وهذا أيضًا من الشيطان، فلا يجب عليك الاغتسال إلا إذا خرج المني بلذة، وعلى فرض أن المني خرج فإنه ما دام يخرج بغير لذة فإنه لا يجب عليك الغسل، وإذا عملت بهذه النصيحة فستشفين بإذن الله تعالى.

نسأل الله تعالى لك السلامة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً