الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر كثيرًا في كل كلمة تقال لي وأقلق ممن قالها..فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 17 سنة، أذهب إلى المدرسة، ولكن إذا ذهبت أكون متضايقا وقلقا، لا أعلم ما السبب، لكني أتوقع أن السبب هو الخوف من المستقبل، أنا شخص هادئ في الفصل، لكني أعاني من مضايقات لأني هادئ، والمشكلة أن أي كلمة تقال لي، أفكر فيها كثيرًا، وأقلق من الشخص الذي قالها.

كثير من الناس يقولون لماذا أنت متضايق؟ أو أنت تخفي أشياء؟ أو أنت شخص نفسي؟ أتمنى تفيدوني لعلي أجد حلا لهذه المشكلة، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك يا محمد على سؤالك.

من الواضح أنك شاب شديد الحساسية، وشديد التأثر بما يدور من حولك، وهذا ليس بالضرورة بالأمر السلبي، فيا ليت في حياتنا الكثير من الناس ممن عندهم مستوى عال من الحساسية لمشاعر الآخرين، ومشاعر من يعيش من حولهم، وإلا لكان وضعنا أفضل مما نحن عليه، حيث يعتدي الإنسان على الآخر دون مبالاة بمشاعره وأحاسيسه!

أنت في 17 من العمر، وما زلت في هذه المرحلة الانتقال، المراهقة والشباب، وسيمرّ الوقت، وتتجاوز هذه المرحلة، وتخرج مما أنت فيه من بعض هذه الحساسية، وسوف تعلمك الأيام الاعتدال في هذه الحساسية، وقد لا تحتاج أن تفعل الكثير في هذه المرحلة، سوى أن تنبه لأهمية أن لا تتجنب الجلوس مع الناس ومخالطتهم، فهذا التجنب لا يساعدك على تجاوز هذا، بل على العكس، ربما يزيدها، فتجد نفسك قد ابتعدت كثيرا عن الناس، وبدأت الحواجز الكثيرة تنشأ بينك وبين الآخرين.

ومما يعينك كثيرا على تجاوز هذا، وتسريعه، أن تنمي عندك ثقتك بنفسك، وربما أفضل طريقة أن تتخذ لنفسك بعض الهوايات التي تتقنها وتستمتع بها، وخاصة الأنشطة الرياضية، فليس هناك أفضل من الرياضة في رفع الثقة بالنفس، مما يعينك على مواجهة زملائك من الطلاب وغيرهم، ويجعلك تشعر بمكانتك المتميّزة وسط الناس من حولك.

وفقك الله، وكتب لك النجاح والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً