الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الخروج من المنزل بمفردي .. ما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم
الدكتور محمد عبد العليم!
أعاني من الرهبة في الخروج من المنزل بمفردي، والرهبة في الصلاة بالمسجد، ومن حالة نفسية سيئة، وقد ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطى لي دواء سبرا برو10ملجم، ودواء ويلبوترين150ملجم، ودواء دوجماتيل50ملجم.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أريد في بداية هذه الرسالة أن أذكرك بضرورة الدعاء المأثور: (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي).
هذا الدعاء إذا تدبره الإنسان وتمعن فيه، واعتقد يقينًا أنه سوف يزيل الرهبة والخوف، يكون قد انتقل بكل مشاعره إلى قناعة كاملة أنه في معية الله وحفظه وحرزه، وأعتقد أن ذلك سوف يكون مفيدًا جدًّا.. هذا أولاً.

ثانيًا: الرهاب والرهبة والخوف الذي تُعاني منه نسميه برهاب الساح أو الساحة، وهو أن الإنسان يرى أنه من الصعب عليه أن يخرج لوحده، ولا يحس بالأمان إلا في صحبة الآخرين، وربما يخاف من الأماكن المنفتحة كالأسواق.

الخوف يُعالج عن طريق التحقير وعن طريق المقارنات، قارن ما بينك وبين الآخرين، وسوف تجد أن الناس تذهب بمختلف أطيافها إلى الأماكن البعيدة والقريبة، وهنالك من هو بمفرده، وهنالك من هو في معية الآخرين...وهكذا. فإذن: يجب أن تشعر بما نسميه بالعالمية، والعالمية هنا المقصود بها أن أضع نفسي وسط الآخرين، وأن أتصرف كما يتصرفون، فليس أنا وحدي الذي أقوم بهذا الفعل.

هناك أمر آخر مهم جدًّا، وهو أن المشاعر التي تأتيك هي تغيرات فسيولوجية أيضًا، فالشعور بتسارع ضربات القلب، والانشداد العضلي، وقد يكون هناك شيء من التعرق... هذه التغيرات فسيولوجية جسدية لا يشعر بها الآخرون، إنما تشعر بها أنت، وهي خاصة بك جدًّا.

يجب أن تحدد ركائز نفسية لبرامج الخروج من المنزل لا تساوم فيها أبدًا، ومنها الخروج إلى المسجد. هذه يجب ألا تخضع لأي نوع من المساومة، أنت ذاهب إلى بيت الله تعالى حيث الأمان وحيث الرحمة، وهذا يجب أن يُبدد أي مشاعر خوف ورهبة عندك، وزيارة الأقارب والأرحام والجيران، والمشاركة في الواجبات الاجتماعية حين تشعر بقيمتها الحقيقية لن تقف الرهبة عائقًا أمامك أبدًا في أن تخرج من المنزل.

أريدك أيضًا أن تخضع نفسك لبعض البرامج العلاجية السلوكية، وهذا نسميه بالتعرض في الخيال، تصور أنك تعيش في منطقة نائية لوحدك في بيتك، وتضطر أن تخرج لمكان عمل بعيد، عش هذا الواقع، فكّر فيه وتأمّل.
إذاً: الوسائل العلاجية بسيطة وهي متاحة لكن علينا بالتطبيق.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية التي أُعطيت لك هي أدوية جيدة، ولا شك أن الطبيب قد تدارس الحالة تمامًا، وأنا أقول لك: واصل على هذه الأدوية، وأعطها الفرصة التامة لتأخذ دورتها الكيميائية التي تساعد على تنشيط وتنظيم إفراز المواد التي تعرف بالموصلات العصبية، مما يعود عليك إن شاء الله تعالى بالنفع والخير.

هنالك دواء يعرف علميًا باسم (سيرترالين) واسمه التجاري هو (لسترال) أو (زولفت) ويسمى أيضًا في مصر باسم (مودابكس) هذا الدواء ذو خاصية معينة جدًّا في علاج رهاب الساح، وهذا لا يعني أن تقوم بتغيير الأدوية، فقد نصحتك أن تستمر على نفس دوائك، لكن وددت أن أعلمك أيضًا أنه توجد خطوط دفاعية وعلاجية أخرى كثيرة.

تطبيق تمارين الاسترخاء يُعتبر من أفضل السبل التي تزيل الرهبة والخوف، فكن حريصًا على هذه التمارين، ويمكنك الاطلاع على تمارين الاسترخاء في الاستشارة رقم 2136015.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن مجهول

    انا أيضا اعاني من نفس الحاله اتمنى لك و لي شفاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً